ولا زال على حاله القلقة الحائرة حتى سمع طرقات خفيفة على الباب، فتفاجأ بهذا الطارق المتأخر، و سمح له بالدخول.
و دلفت إليه واحدة من الخادمات وهي تعتذر و تقول:
أسفة لمجيئي في هذه الساعة، لكن لدي من الكلام ما قد يثير لديك الإهتمام.
فسألها عنه فقالت: اكتشفت أمرا لكني عجزت عن البوح به خشية إثارة غضب الملكة، لكن بما أن جلالتك ستصبح الملك غداً فلم يعد لدي ما أخشاه لأني واثقة من أنك ستحميني.
فسألها: تكلمي! ماذا لديك؟!
فطرحت أمامه حقيقة كانت خفية عنه، فدهش لما سمعه منها و فتح عينيه.
قالت له السيدة ياسمينة من خيانتك براء، و ما رأيته كان مكيدة رعناء! سمعت الملكة يومها تكلم أحد الرجال، و تطلب منه تنفيذ ما تمليه عليه من مقال. أخطرته بأنها ستنوم الأميرة و ستخلعها الأثواب و أن كل ما عليه فعله المكوث بجوارها في السرير و وعدته بأن تحميه و تعطيه كل الثواب.
و قدّمت له الخادمة المواثيق و أقسمت بالله على صدقها، و قالت له أن ما تفعله الأن ليس لمصلحتها ، و أنها حاولت كتم هذه الحقيقة لكن ضميرها أنّبها.
ثم انها طلبت من مرجان حمايتها فوعدها بالأمان، و نصحها بمغادرة القصر و الإختباء في أي مكان الى حين يصبح الملك بالفعل.
فوافقته و انصرفت مسرعة من أمامه، فمكث يفكر فيما قد يقدم عليه من فعل.
و تردد بين الشك و التصديق، و أحسّ بأن في قلبه و فكره النار و الحريق.
و لما أطلت شمس الصباح التالي، قرعت الطبول و علا صوت الأبواق و ارتفعت الأعلام و ملأت الزينة القصر و ألأسواق.
و توافد النبلاء و أكابر القوم لحضور الحفل، و تجمهر الناس و احتشدوا خارج أسوار القصر.
و دلف الضيوف الى قاعة الإحتفال حيث تعزف الموسيقى، و قد ارتدوا جميعاً الملابس الأنيقة.
ودارت الأحاديث و المجاملات، و أطلّت أناريس بأبهى حلة لها و رحبت بهم و خطبت فيهم مستعرضة ما قدمته للبلاد من أغمال و تضحيات.
يتبع
أكتب تعليقك ورأيك