فقال العلماء: أهم مفعول للدواء هو أن لا يعرف مرجان إلا الكراهية و العداء! أما أن يعرف الحب فهذا يعني ضياع كل الجهد و العناء!
فصاحت غاضبة: بسبب فشلكم في صنع الدواء، ضاعت كل سنيني الماضية هباء.
فقالوا لها: قد لا يكون العيب في صنعه، بل قد يكون في تطبيق شروط المخطوط، نبهناك الى ضرورة إخفاء حقيقة مرجان عنه، و الى ضرورة الخلاص من بقايا الشراب المقصود.
فقالت: لكن مرجان لم يعلم أنه ” ابن الجن” ، و الدواء لم يبق منه أي قطرة! أه منكم ! سوف أجنّ!
و دخل عليهم أحد الحراس، و قال لها:
أناريس، لقد طلب مقابلتك الرئيس!
فهبّت من مكانها مذعورة و قالت:
ملكنا؟ أكبر احفاد إبليس!
و ذهبت وحدها، ثم عادت بعد قليل الى عتريس، و وجهها ملؤه السعادة، و حدثته بحديث.
قالت له: لقد أثنى سيدنا علينا و على تضحياتنا، ووعدنا بمكافأة كبرى في حال نجحنا بمهمتنا الجديدة.
فسالها بتعجب: أي مهمة؟
فأجابته: إسمع عتريس. لقد وضح لي جلالته أن ظهور المشاعر الإنسانية عند مرجان لا يعني فشل كل شيء، سنعدل القليل في مخططنا و يصبح النجاح بالإمكان!
فسألها عما سيفعلانه، و كيف السبيل لتحقيق ما يريدانه، فقالت له:
إبنة المربية هي من أيقظت هذه المشاعر السخيفة في داخله، و هي نفسها من سيقضي عليها و يعيد مرجان الى صوابه.
و سالها: كيف ذلك؟
فأجابته: سنشوه صورتها أمامه حتى يكرهها و يكره معها كل القيم التي تمثلها.
و قهقهت مضيفة: سندمرها!
ولم تعد هي و لا مرافقها الى عالم البشر إلا عند الصباح التالي، فعلمتبزواج ابنها فغضبت لكنها أظهرت أنها لا تبالي.
و طرقت على باب غرفتهما و دخلت فوجدتهما نائمين في السرير، فتأملتهما بعينين تحملان من الشر الكثير.
ثم دنت من ياسمينة، و أرادت خنقها بيديها، لكن العروسكانت قد تنبهت و فتحت عينيها، و نهضت لتعتدل في السرير و تقول: جلالة الملكة! أنت هنا!
فارتدّت أناريس للخلف، و اصطنعت ابتسامة و أجابت بخوف:
أجل دخلت للتو. لا بد أنك ياسمينة زوجة ابني. أليس كذلك؟
فأومأت برأسها و لكزت زوجها بيدها ، فاستيقظ و أبصر والدته فقال:
أمي!سأشرح لك كل شيء!
فقالت له: أجل. عليك أن تشرح لي كيف تزوجت بغيابي. و كيف وفقت في هذا الإختيار.
يتبع
أكتب تعليقك ورأيك