قصة إبن الجن الحلقة 47 – مسلسل رعب أسطوري

ثم ان مرجان رفع التاج عن رأسه وأعاده الى رأس والده المشتغل بالشيب، وأجلسه على كرسيه، وأذّن في الناس: لقد عاد ملككم الأول!
ولمّا انصرف الناس و خلا شهرمان بابنه حدّثه بكل ما لاقاه من والدته وبكل ما أصابه بسببها، وشرح له مقدار العذاب الذي عاناه بسبب سجنه كل تلك السنين، وتكلم مرجان فواسى والده وعانقه وأخبره كيف ربته والدته وكيف كانت تعامله وماذا فعلت في الماضي معه. وأفضى كل واحد منهما بمكنون صدره وبكل ما ألمه وبكل ما يشغل فكره.ثم ان مرجان بكى من جديد لمّا تذكر أنه ابن جنية وأن والدته لم تكن تحبه بل كانت تتخذه مطيّة.فخفف عنه والده و هدّأ من روعه وقال له: هي لا تستحق دمعك! ثم انت لست ابنها! انت ابني انا!
ومسح الشاب دمعه، وقال: أتعلم يا أبتي؟ هي لم تكن أما معي!
ونادراً ما كانت تواسيني أو تبيت معي أو تسعدني أو تمسح أدمعي! كان الحكم كل ما يشغلها وأنا كنت أخر همها! حتى أن أياما كثيرة كانت تمر دون أن أراها!
كانت المفاجأة قوية على مرجان حتى كادت تفقده عقله، ومفرحة لشهرمان حتى كادت توقف قلبه. لكن الوالد وابنه صبّرابعضهما، وتواسيا، وتعاونا معاً على تحمل الصدمة و على تجاوزها.
ولمّا أطل الصباح عاد “شهرمان” الى حكمه بعد مرور الأعوام، وباشر من فوره بتغيير القوانين و الأحكام، فأعاد البلاد الى سابق عهدها وأزال الخلل وأرجع الإتزان. ومن بين أعماله كان أمره بإغلاق أماكن الشر و الفساد، وبناء المساجد وأماكن الطاعة للعباد، وبصرف الأموال على الفقراء وإعطائهم ما يلزمهم من المساعدات.
ففرح الناس بعودة الملك العادل للبلاد، وتحدثوا بأمر أعماله التي تسر الفؤاد، وشكروا الله لخلاصهم من الملكة التي جلبت معها الفقر و السّهاد.
ثم ان الملك شهرمان أعاد جعفر الى منصبه و كرّمه و نعّمه و أعطاه مكافأة على نضاله و جزاءً له على كل ما بذله من تضحيات و قدّمه.
هذا ما كان من أمر شهرمان أما ما كان من أمر مرجان فإنه لمل استوعب الصدمة وأفاق منها، تذكر كلام الخادمة له و أيقن أن ما لحق بياسمينة ظلم بظلم وأنها بريئة من تهمة خيانته، فاندفع الى منزلها مغادرا قصره لطلب السماح منها وردّها الى عصمته. لكن المفاجأة كانت قاسية عليه حينما ادرك منزلها محترقاً ومحالا الى أطلال، فبكى على الرماد و جثى على ركبتيه ندماً وأسفاً وهو محتار.