ورفضت ريم مجدداً، فعادت المرأة تضيف : كان في النوم يشخر وفي اليقظة يبصق ويسعل .. وهذا أبسط عيب فيه . إذ أنه كان مدمناً على الكحول وعلى تعاطي المخدرات .. وكانت صحته مع كل هذا كالثور الجامح .. وعينه لا تشبع من متابعة النساء بتفاصيلهن .. لا يصرف من ماله عليَ إلا قليل .. أما على هندامه ومزاجه وسهراته فلا يبخل أبداً . بصراحة .. لا أدري،, كيف استحملته طوال ثلاث عشر سنة !
– ” كل هذه المدة ؟!” صاحت متفاجئة : وهل رزقتما بأطفال ؟
– ” ومن أين ؟!” قالت لها وهي تزم شفتيها : لقد كان عقيماً .. تصوري ! .. مع كل عيوبه .. واستحملت .. لكن لا تسأليني لماذا أو كيف ؟ لأني أنا لم أعرف كيف صبرت كل هذا الزمن !
– ” وبعد ؟” سألتها ريم : ماذا فعلت ؟
– ” دخلت المنزل ذات يوم فوجدته في سريرنا مع إمرأة غريبة .. السافل !.. وعندها لم يحتمل عقلي ..” قالت وهي تسحب آخر نفس في سيجارتها : فقتلته !
*******
بعد أيام كان نادر يتحدث بهاتفه النقال مع محامي ريم وهو يقود سيارته في وقت الظهيرة، وقد بدى سعيداً بالخبر الذي تلقاه .
– ” إقتنع القاضي بأسباب طلب التأجيل .”إنما بصعوبة بالغة .
علق نادر : هذا رائع .
– ” تأجلت المحاكمة حتى التاسع من الشهر القادم .” قال المحامي : لنأمل أن يستيقظ والد المجني عليه قبل مضي المهلة .
– أنا متفائل من هذه الناحية . تحدثت إلى الطبيب البارحة وقال ان هناك إشارات عديدة تؤكد بدء استعادة السيد هيثم لوعيه .
– حقاً ؟! إنه خبر سار !
– أجل .. لقد حرك أطرافه البارحة .. وقد يفتح عينيه في أية لحظة ..
– أرجو هذا .. لأنه هذا .. لأنه غلم يفتح عينيه وينطق بحقيقة فعلته فمصير ريم سيكون ..
لم يسمح له بالمتابعة إذ قال : البراءة هي مصير ريم ! إنها بريئة وستخرج من سجنها ! وهذا ما سوف يحدث !
فقال المحامي أليس هذا ما نريده جميعاً ؟!
ولما رجع نادر هذا اليوم إلى منزل داره، إستغرب وجود زوجته بانتظاره، وأدرك أن هناك سبب هام وراء ذلك، فقال لها وهو في غرفته يبدل ملابسه : ماذا هناك يا وفاء ؟ أنت في المنزل على غير عادتك ؟
– ” نعم . أنت محق .” أجابته غير مبالية بموقفه من غيابها الدائم عن البيت : لقد ألغيت كل مواعيدي لهذا النهار .
فتمدد فوق فراشه ليريح جسده وهو يقول بفتور : لا شك أن هناك سبباً خطيراً لتقومي بذلك.
أكتب تعليقك ورأيك