-وأنهى قراءته ليقول : الأمر واضح جداً . المقصود بالقتل لم يكن سعد بل هو ريم . فلقد وضع السم في كأسها وفي العصير الذي تشربه هي، لكن يبدو أن سعد سبقها إلى شرب ما في كأسها فجاءت النتيجة مغايرة . وإذا لم أكن مخطئاً .. فإن كان الفاعل هو .. السيد هيثم .
وحلل الأمر أكثر في رأسه : قد أراد تخليص إبنه من العقبة الوحيدة التي تقف أمام سعادته . فقرر قتلها .. تموت ويحصل إبنه على ثروتها بدون أي مشاكل ..
لكن السحر إنقلب على الساحر .. لهذا أصيب بغيبوبة دائمة منذ إدراكه لوفاة ولده .. لم يستوعب عقله أنه قتل ولده بيده ..
نهض عن مقعده وهو يقول : دليل براءة ريم متوقف على حماها .. يجب أن يستيقظ من غيبوبته وينطق بالحقيقة ..
ولم يعلم نادر كيف غفى هذه الليلة فوق كرسي مكتبه، فأيقظته أمينة السر التي تفاجأت بوجوده عندما جاءت إلى عملها صباحاً ..
فسوى هندامه، وشرب فنجان من القهوة، ثم نظر في ساعىمعصمه فوجدها تشير إلى الثامنة والنصف فقال : يجب أن أذهب إليه ..
وكان بعد قليل يدخل مكتب المحامي الذي أوكلته ريم للدفاع عنها . وقد تحدّث إليه بالهاتف منذ أيام وأوضح له مقدار اهتمامه بقضية موكلته وبأنه سيبذل ما بوسعه لمساعدته في تبرئتها
فرحب به، وطلب له كوب عصير، ثم سأله عما سيقدمه من عون .
– ” الحقائق .” قال نادر : أنا لم أطلع على ملف القضية ولذلك أحقق فيها بنفسي .
****
في السجن، كانت ريم ورفيقتها قد أصبحتا صديقتين على الرغم من التفاوت الشاسع بينهما.
وبسبب الضجر الذي لا يجد السجناء سواه، فإن الكلام ينفذ والوقت لا ينفذ .. لذلك يبدأ الكلام من جديد .. وتتكرر الرواية نفسها آلاف المرات ..
– ” أنا أيضاً عانيت مثلك ..” قالت رفيقة السجن ل ريم :
– زوجي كان يشبه زوجك في كثير من الأمور .
– وسحبت من سيجارتها نفساً عميقاً قبل أن تضيف : لكن عيوبه كانت أكثر .. صدقيني .. قد تظنين زوجك ملاكاً أمامه .
– الهذه الدرجة ؟!
– ” كان قمة في كل شيء !” أجابتها ثم قدمت لها سيجارة وهي تسألها : ألن تغيّري رأيك في مسألة التدخين ؟
أكتب تعليقك ورأيك