قصص وروايات

حب وعذاب – مسلسل عاطفي | الحلقة الثانية والستون

حب وعذاب
حب وعذاب
هذه هي الحلقة رقم 1 من أصل 63 حلقة في رواية حب وعذاب

وضغطت على الزناد فخرجت طلقة نارية استقرت في كتف ريم فصرخت متأوهة وارتمت أرضاً وهي تنزف الدماء وتصيح .
فوقفت وفاء فوقها وهي تقول باسمة : هكذا يجب أن تكوني الآن .. تحتي !
وهمّت بالضغط على الزناد مرة ثانية . إلا أن نعيمة كانت قد اندفعت نحوها حاملة تمثالاً من البرونز . باغتتها به من الخلف فشجت رأسها وصرخت بتألم قبل أن تتهاوى جثتها أرضاً .
فترمي نعيمة التمثال وترتمي فوق جسد ريم وتقول : حبيبتي .. هل أنت بخير ؟
فتجيبها بالبتسامة باردة : إطمئني .. أنا كالقطة بسبعة أرواح ..
وفي هذه اللحظة كان نادر قد وصل إلى المنزل ، بعدما تمكن من كسر باب غرفته الموصد ، فوجد الباب مفتوحاً فدخل مذعوراً ورأى مشهداً لم يتوقعه . وفاء زوجته ، وريم حبيبته على الأرض بلا حراك . ونعيمة تجاور جسد ريم وتبكيها .
فاقترب بخطى حذرة ودنى من محبوبته وه يقول : ريم !! ماذا أصابك ؟
ورآها لا ترد جواباً فصاح بنعيمة ودموعه تتساقط بتلقائية : لكن ماذا جرى هنا ؟!
وانطلق بعد قليل في سيارته بسرعة جنونية واصوات الإنفجارات والطلقات النارية تحفه من كل جانب .
وفي سيارته كان قد وضع وفاء وريم واصطحب نعيمة معه فبقيت هذه الأخيرة تحتضن ريم بين ذراعيها وتبكي بأس وقلق . لكنها رغم ذلك سألت نادر بحيرة : لكن ما كل هذه الأصوات ؟
– إنها المعارك من جديد . يبدو ن الهدوء كان مؤقتاً .. قال لها : مسلمون ومسحين وعرب وأجانب وصهاينة الكل اتخذ من لبنان ميدان للقتال !
وأضاف بغضب : مائة عذر وألف حجة فقط لإراقة الدماء وتحقيق مصالح : الكبار ” !
وتابع وهو يزيد من سرعة سيارته : الفائدة الوحيدة من كل ما يجري هو أن الطريق خالية وسالكة لأول مرة !
وركن سيارته بعد قليل أمام أقرب مستشفى وجدها ، وترجل منها وحده ثم دخلها وخاطب أول موظف قابله وكانت ممرضة هناك فقال لها : أرجوك ساعديني .. معي إمرأتين جريحتين في سيارتي .
فردّت ببرود : حسناً . إهدأ قليلاً . وسنتولى الأمر .
وتكلمت بالهاتف مع أحد ما قبل أن تقول : سينزل ممرضان في الحال لمساعدتك .
– ” لكني لن أنتظرهما بعد !” صاح بها : الإثنتان تنزفان في سيارتي … ألا تفهمين ؟!
– ” بل أفهمك تماماً .” ردت بانزعاج : لكن كما ترى المستشفى مكتظ بالحالات الطارئة من جراء القصف المتبادل .. وليس بوسعي مساعدتك أكثر مما فعلت .
ولم تكد تنهي عبارتها حتى لمحت الممرضان قادمان من آخر الممر فقالت له : ها قد وصلا . تفضل معهما .
فركض نحوهما مسرعاً تاركاً الممرضة تزم شفتيها بامتعاض ، وقال لهما : أرجوكما من هنا . إنهما في الخارج .. في سيارتي .

تصفح الحلقات الحلقة السابقة: |الحلقة التالية: حب وعذاب – مسلسل عاطفي | الحلقة الأولى >>

عن الكاتب

محمد عيد

مدرّس، كاتب، مطوّر مواقع الكترونية ويوتيوبر في العالم الرقمي. حاصل على الإجازة في الحقوق والعلوم السياسية من الجامعة اللبنانية ببيروت، ومهتم بالتنمية البشرية وتطوير الذات والأدب العربي والتقنية. أنشر قصص وروايات وقصائد واقتباسات وفيديوهات خاصة بي. جميع محتويات المدونة من ابداعي الشخصي وأنشرها بنفسي في أوقات فراغي .

أكتب تعليقك ورأيك