قصص وروايات

قصة إبن الجن الحلقة 11 – مسلسل رعب أسطوري

قصة إبن الجن
قصة إبن الجن
هذه هي الحلقة رقم 11 من أصل 49 حلقة في رواية إبن الجن

وكان الاثنان قد اعتادا على بعضهما كل الاعتياد، ونشأت بينهما محبة ووئام، فقد جمعتهما الأيام وتشاركا الطعام والكلام واللعب والألام، حتى صار كل واحد للآخر بمثابة الروح التي لا يستطيع العيش دونها بسلام.
وها هما يقعان على الأرض من شدة التعب بعد سباق في الجري بينهما، إنتصر فيه مرجان فصاح مبتسماً:
لقد سبقتك وربحتك كالعادة !
فتتنهد وتقول: وماذا أفعل إن كنت أنت رجلاً وأقوى مني ؟!
فنهض عن الأرض وقال مفاخراً:
قالطبع أنا أقوى منك بكثير.. أنت لا تدركين مدى ضعفك !
وركض مسرعاً تاركاً إياها في دهشة من كلماته، ثم ناداها وكأنه لم يزعجها للتو.. فقال:
هيا ياسمينة تعالي.
فنهضت بدورها متناسية ما قاله لها، ولحقت به وهي تشعر أن عاطفتها نحوه يمكن أن تغفر له الكثير من هفواته التي لم ينفك يصدرها بين الحين والآخر منذ تعلم النطق والكلام.
كثيراً ما كان يتلفظ بعبارات تنم عن غرور وتكبر وتسلط وتعجرف وتجبّر، ولطالما سمعت منه كلاماً يدل على مدتى استخفافه بالناس أجمعين.
ورغم انزعاجها من هذا الأمر إلا أنها كانت تلتزم الصمت حياله.
ومن شرفة قصره كانت أمه تراقبه باهتمام وخلفها يقف عتريس ويقول لها:
أخبرتك منذ البداية أن وجود هذه الفتاة برفقته أمر غير ملائم لنا. أنظري إليه لقد سلبته عقله.
فقالت له: لا تتحامق ! تنسى في بعض الأحيان أن لا مكان للحب في قلبه. لا مكان إلا للبغض والكراهية.
فسألها مشككاً وهو يتابع الشاب بناظريه: حقاً؟! أنا لا ألاحظ هذا !
فقالت له: هذا لأنك غبي! إنه يلهو فقط يُضيّع معها بعض الوقت وهذا كل ما في الأمر.
قال لها بعد دقيقة صمت: أتعلمين أشك أحياناً انه شرب من ذاك السائل الذي حضرته.
فثارت وصاحت به: كفاك تفاهات إنها المرة المائة التي أخبرك فيها أنني ووالده الملعون شربنا ذاك الدواء حتى آخر قطرة منه !
فهدّأ من غضبها واعتذار منها، فقالت له وكأنها تراجع موقفها: على كل حال سأكلمه الليلة بشأنها.
وعادت بعينيها إليهما.

ولما حل المساء دخلت أناريس على ابنها في مخدعه، فتفاجأ بها خاصة وأن زياراتها له قليلة جداً، وسألها وهو لا ينهض من فراشه: أمي ماذا تفعلين هنا ؟!
يتبع

تصفح الحلقات الحلقة السابقة: << قصة إبن الجن الحلقة 10 – مسلسل رعب أسطوري|الحلقة التالية: قصة إبن الجن الحلقة 12 – مسلسل رعب أسطوري >>

أكتب تعليقك ورأيك