قصص وروايات

مسلسل مخطئون الحلقة 9

مخطئون
مخطئون
هذه هي الحلقة رقم 9 من أصل 24 حلقة في رواية مخطئون

وبعيداً عن القبيلتين، وعن البئر..
في اسطبل قديم ومهجور التقى الحبيبان.
فتحت هند باب الاسطبل المهترئ ودخلت والخوف بعينيها فوجدت سيف في الداخل ينتظرها.
واستقبلها بالعناق وبعبارات العسل التي كانت تذوب بها.
ثم أسمعها أبيات شعر كتبها لها وحدها.
وطاب مجلسهما لحين أخبرته أنها خائفة وقلقة.
أخبرته أن فتاة من قبيلتها رأتهما وهددتهما بالبوح لوالدها بما بصرته. فعانقها مطمئناً مانحاً إياها الكثير من الأمان الذي تشعر بالحاجة اليه وقال لها أن لا أحد سيؤذيها طالما هي معه. وأنه سيدافع عنها بحياته.
واستسلمت هي لحبه ولأمانه فانصاعت لمراده.
واستجابت لكل مطالبه.
وسقط كل ستر بينهما.
وكانت مقاومة هند له مجرد عبارة مقطّعة الأوصال مؤلفة خمس كلمات:
لكن.. سيف.. لا.. يجب.. هذا.
مقاومتها هذه كانت بحاجة إلى مقاومة، فعبارتها الضعيفة خرجت الى الوجود وهي ميتة.
همس في أذنها وهما في غمار مغامرتهما:
ما نفع الحب بدون هذا ؟!
كانت لحظات غريبة..
حيث يغيب العقل والمنطق ولا يبقى سوى الاحساس.
وحيث لا تشعر بالكون كله، ولا تسمع أو ترى سوى صوت اللذة وألوانها.
عالم غريب
منفصل عن العالم الذي نعرفه
مليء بالروعة والخيال والجمال
عالم عجيب
وهي تدخله للمرة الأولى
لكن..
أتراها دخلته من الباب الصحيح ؟!
هي لم تطرح على نفسها هذا السؤال.
هي لم تفكر حتى
تعطل كل شيء الا الشغف !
وانقلبت هي وكذلك هو إلى عبدين من عباد الشهوة، خادمين لا يطيعان سوى أوامر الهوى!
اطن حين انتهى جنون الرغبة، وانتهت القبلات واللمسات، وحين استُردّت الأنفاس ، تبدل كل شيء
تلونت الدنيا بالأسود القاتم وانقلب الحلم الجميل الى كابوس.
وأجهشت هند بالبكاء، وهي تستر مفاتنها وتهمس بصوت مرتجف: يا الهي.. ماذا فعلنا ؟!
وتفاجأ سيف بموقفها.
إنها الفتاة الوحية التي بكت بعد فعل مماثل..
كلهن كن يضحكن وتتورد خدودهن فما بالها هي ؟
ورغم تفاجؤه فهو شعر أيضاً بالأسى على حالها، فسألها بحنان عن سر دموعها.
قالت له أنها نادمة، وأن هذا ما كان يجب أن يقع.
وبكت بشدة فحركت مشاعره واقترب منها ليعانقها لكنها صدته.
كان لديها شعور عارم بالاشمئزاز..
بل هو الندم
أو ربما الخوف
أو قد يكون هو القلق
القرف
أجل
هذا هو
القرف

آه !

يتبع

تصفح الحلقات الحلقة السابقة: << مسلسل مخطئون الحلقة 8|الحلقة التالية: مسلسل مخطئون الحلقة 10 >>

أكتب تعليقك ورأيك