قصص وروايات

حب وعذاب – مسلسل عاطفي | الحلقة الثامنة والعشرون

حب وعذاب
حب وعذاب
هذه هي الحلقة رقم 29 من أصل 63 حلقة في رواية حب وعذاب

– ” آه ! مسكينة !” علّق متفاجئاً : لا بد أنها تعاني من مشاكل في التواصل مع الآخرين .
– ” وهذه كانت حجة السيد هيثم من طردها،” قالت : مع أنها تتحدث بالإشارة وأحياناً بالرسم .
– وهل كانت في منزله قبل أن تنتقل إلى منزلك ؟
– ” أجل ..” قالت له : أراد طردها .. فآويتها عندي . واتفقنا أن تعتني بالمنزل لقاء الإقامة والطعام .. إنها طيبة جداً .
– “أنت الطيبة يا نعيمة .” قال لها ثم أضاف : هل سألت هذه الخادمة إن كانت تعرف شيء يساعدنا في إنقاذ ريم ؟
– ” بالطبع ؟ أجابته : لكنها لم تجبني .
وأضافت : ووجدتها قد تجهمت من الخوف .. فلم ألح عليها في السؤال .
قال معلقاً بدهشة: هذا غريب و.. مهم !
وأضاف وبريق غريب يظهر في عينيه : مهم جداً !

*************

في هذا اليوم، دخل نادر بسيارته الحيّ القديم الذي ما زالت والدته تقيم فيه، وهناك زار أمه في منزلها .
فبعد أن وصل إلى البيت وفتحت له الخادمة، سلمها الأغراض والمشتريات التي ابتاعها خصيصاً لها، واقترب منها وقبل يدها، فدعت له بالخير والصحة ثم سألته عن حاله وأخباره فطمأنها عن نفسه وكرر عليها عرضه .
– ” في منزلي سنبقى معاً، أنت وأنا قريبين ..” قال لها : إقبلي يا أمي رجاءً .. صدقيني سنفرح كثيراً معاً .
– ” لا .. يا ولدي .. لا .. هذا منزلي ..” قالت له : هنا عشت أنا ووالدك المرحوم أجمل سنين حياتي .. وهنا سأبقى حتى الحق به ..
– عافاك الله وأطال عمرك .
وغمزت من قناة زوجته حينما أضافت : ثم أنا أبقى مرتاحة هنا بدون رقيب ولا حسيب .. حرة في منزلي ..
واستطردت لتنه الموضوع : كيف حال مازن ؟ ولماذا لم تحضره معك ؟
– ” إنه بأفضل حال ..” أجابها : وقد جئت إلى هنا من المحكمة مباشرة .. لم أمر على المنزل بعد ..
– ” آه ! أنت لم تتناول غداءك بعد ؟!” قالت مبتسمة : هذا جيد .. سنأكل معاً ..
فابتسم بدوره وجلس بجوارها ..

******

مكثت ريم في زاوية سجنها وحيدة حزينة، تفكر بما حدث معها وبمعاناة عاشتها لسنين مع زوجها .
لم تتذكر ساعة واحدة أمضتها معه في هناء . كان دائماً مهملاً لها وغير مكترث بها .
تزوجها ثم هجرها .. هكذا وببساطة استغربتها .. كان يغيب عنها معظم ساعات النهار .. وكأنها لا تستحق منه ساعة واحدة .. بعد أول أسبوع من الزواج بدأ يبتعد عنها .. ومع كل شهر يمضي كان الفراق بينهما يتسع ويشتد .. لم تعد تراه .. ثم لم تعد تسمعه .. وبعد أن كانا شركاء غرفة واحدة طلب غرفة مستقلة لنفسه .. فأصبح لكل منهما حياته الخاصة .

تصفح الحلقات الحلقة السابقة: << حب وعذاب – مسلسل عاطفي | الحلقة السابعة والعشرون|الحلقة التالية: حب وعذاب – مسلسل عاطفي | الحلقة التاسعة والعشرون >>

عن الكاتب

محمد عيد

مدرّس، كاتب، مطوّر مواقع الكترونية ويوتيوبر في العالم الرقمي. حاصل على الإجازة في الحقوق والعلوم السياسية من الجامعة اللبنانية ببيروت، ومهتم بالتنمية البشرية وتطوير الذات والأدب العربي والتقنية. أنشر قصص وروايات وقصائد واقتباسات وفيديوهات خاصة بي. جميع محتويات المدونة من ابداعي الشخصي وأنشرها بنفسي في أوقات فراغي .

أكتب تعليقك ورأيك