قصص وروايات

حب وعذاب – مسلسل عاطفي | الحلقة الخامسة عشر

حب وعذاب
حب وعذاب
هذه هي الحلقة رقم 16 من أصل 63 حلقة في رواية حب وعذاب

كان صوت الأستاذ أمين يملأ أرجاء منزله : لقد خدعنا ذاك النذل الجبان متزوج ولديه طفل رضيع ويريد الزواج من جديد !

أيظن نفسه شهريار هذا القرن ؟!

” أخفض صوتك أرجوك .” قالت نعيمة له : ريم سوف تسمعك وستنزعج لكلامك هذا !

” ولماذا تنزعج ؟! ليس هناك ما يستحق !” قال لها : ذاك الشاب لا يستحق أي دمعة من دموعها .

وسار نحو غرفتها غير عابئ بنداءات نعمة التي حاولت ردعه، ودخل على إبنته فوجدها تجلس على كرسيها بجوار النافذة والحزن لا يفارق محيّاها

, فقال لها :

لقد اتصلت به ! أردت أن أحدثه بشأن ما جرى وأطلب منه الإفصاح عن الحقيقة ! كان ما يزال لدي شك بكلام تلك المرأة !

لكن يبدو أن حدسي خانني هذه المرة !

وأضاف بعد ثانية من الصمت : ردّت عليّ زوجته .. المرأة نفسها كانت في بيته … لقد عاد كل شيء بينهما إلى سابق عهده وتصالحا ..
وعاد الصمت لثوان ثقيلة، واستغرب الرجل عدم تعليق ابنته على كل ما قاله، فعاد ليقول وكأنه يحثّها على الكلام :

لقد كان خالك محقاً في ظنه ! ذاك الشاب كان طامعاً بنا وبثروتنا ! لكن الله وحده أنقذنا من براثنه ومن مكره ! لو لم تأت امرأته

في اللحظة الأخيرة لكنت الآن زوجة أخبث رجل في العالم !

ولم تعلق هذه المرة أيضاً، فتأفف من صمتها، وهم بالخروج لكنها استوقفته قائلة : أبي !

فالتفت نحوها وانتظر كلامها، فقالت له وهي لا تنهض ولا تتحرك من مكانها : إتصل بخالي وأبلغه موافقتي على الزواج بابنه !

كان نادر في غرفته يتأمل الأغراض التي أعادتها ريم إليه، وهو لا يفهم أو يستوعب كل ما جرى .. كانت الصدمة قاسية عليه ..

سنوات من الحب والهيام تنتهي هكذا ببساطة شديدة وبأقل من يومين ..

من يصدق أن هذا قد يحدث لقصة حبهما التي أضحت مضرب الأمثال في الجامعة ؟! لقد صار إسم نادر وريم هو التعبير عن الغرام والوفاء حتى لم

يعد أحد يذكر (قيس وليلى ) ولا ( عنتر وعبلة ) ولا حتى ( روميو وجولييت ) .. فما بال الحب ينهار ببنيانه بين ليلة وضحاها ؟

وتأملت عيناه المحتقنتان بالدمع كل ما أمامه .. هذه صوره ..
لقد صنعها لأجل محبوبته .. هي طلبت منه ما يذكرها به دوماً .. لكن يبدو أنها لم تعد بحاجة الآن إلى ذكراه وهذه قصائده التي سهر الليالي ينظمها من أجل عينيها .. إنها قصة مشاعره مدونة في أبيات .. وهي الآن تقول له .. لم أعد أريدك لا أنت ولا مشاعرك ولا أبياتك …

تصفح الحلقات الحلقة السابقة: << حب وعذاب – مسلسل عاطفي | الحلقة الرابعة عشر|الحلقة التالية: حب وعذاب – مسلسل عاطفي | الحلقة السادسة عشر >>

عن الكاتب

محمد عيد

مدرّس، كاتب، مطوّر مواقع الكترونية ويوتيوبر في العالم الرقمي. حاصل على الإجازة في الحقوق والعلوم السياسية من الجامعة اللبنانية ببيروت، ومهتم بالتنمية البشرية وتطوير الذات والأدب العربي والتقنية. أنشر قصص وروايات وقصائد واقتباسات وفيديوهات خاصة بي. جميع محتويات المدونة من ابداعي الشخصي وأنشرها بنفسي في أوقات فراغي .

أكتب تعليقك ورأيك