قصص وروايات

مسلسل أحبك بجنون الحلقة 23 – وللرجال في الإغواء.. فنون !

هذه هي الحلقة رقم 23 من أصل 79 حلقة في رواية أحبك بجنون

في واحد من أرقى مطاعم العاصمة ، جلس السيد “سامر” يتناول الغذاء برفقة الآنسة “زينة”.
وقد بدى هو حزيناً وهي قلقة .
” أشكرك لأنك قبلت دعوتي. ” قال لها : أنا في حاجة ماسة الآن إلى رفيق .. يسمعني .. وينصت إلي .

ورغم أنها لم تكن مرتاحة لما فعلته إلا أنها أومأت برأسها وابتسمت قائلة :
أفهم صعوبة المرحلة التي تمر بها يا سيدي لكني واثقة أنك سوف تتجاوزها ..
” أخبريني آنستي ..” قال لها : هل تعتبريني رجلاً قوياً ؟ ارتبكت وهي تجيب : نعم .. الواقع أنك توحي بالصلابة والجدية .
” هذا ما يظنه الجميع ..” قال  ” سامر ” : لكن الحقيقية هي أني أشعر بالضعف يتأكلني ويفتتني .. أشعر بأني قد أسقط في أية لحظة .
– إنه وهم !
– أتظنين ؟
– أجل .
وأضافت : جميعنا يشعر بهذه الحالة في بعض الأحيان .
سألها من فوره : وهل شعرت بها ؟
– مرات عدة .
سألها مجدداً : متى ؟
” مثلاً .. عندما توفي والدي .. كان الأمر فظيعاً بالنسبة لي .. وراودني الشعور الذي تقصده  .. الضعف .. وكأنك قشة في مهب الرياح … ” قالت متألمة : مجرد تذكر الأمر يصيبني بالاضطراب.
” أنا آسف ..” قال بلطف غريب : أنت يتيمة الأب إذاً ؟؟ !! إنه وضع صعب .. ولقد عانيت منه … فلقد فقدت والدتي .. ثم والدي .. وأقدر حجم الألم الذي يعنيه فقدان أحدهما .
وشعرت الفتاة بمزيد من الشفقة على هذا الإنسان المحطم أمامها لكنها لم تقل شيئاً .
ووصل الطعام ، فباشرت بتناوله بصمت وهي تختلس النظرات إلى سيدها .
هذا الأخير الذي بدى منشغلاً بتأمل اشعة الشمس الساطعة في هذا اليوم .
ولم يتناول لقمة واحدة .
ثم قال بعد قليل : ليتني كنت هناك ؟!
فرفعت إليه رأسها وسألته : أين ؟
” في السماء ..” أجابها بنبرة حريرية الملمس  : ليتني كنت سحابة أو نجمة أو حتى قوس قزح.
فابتسمت وقالت : إنه قول شاعر .
” أولا يصنع الألم الشعراء؟ ”  يسألها فلم تجب لأنها لم تبدو متفقة معه فهي عاشت آلاماً لا تحصى ولا تزال ومع هذا لم تغدو شاعرة.
وقالت له مستغربة : ولماذا تريد أن تكون في السماء ألا تعجبك حياة الأرض ؟
ووجدت نفسها مجبرة على القول : صحيح أن حياتنا تشوبها الأحزان لكنها تبقى مليئة باللحظات الجميلة والسعيدة .
” ربما أنت على حق ” قال متنهداً : وربما كانت هذه اللحظات من الأوقات الجميلة التي تتكلمين عنها .
تفاجأت بإطرائه ، لكنها لم تبد شيئاً حياله ، بل سارعت لتقول : سيدي .. ألن تأكل ؟!
فحمل الملعقة وقال : بلى .
وابتلع لقمة يتيمة مثلها تماماً قبل أن يقول مستطرداً : وكيف تجدين العمل في المؤسسة ؟
فابتسمت قائلة : جيد إنه عمل ممتع .
” لست مضطرة إلى قول هذا  ” قال لها : فأنا أعلم تماماً أنه عمل روتيني مزعج وممل.
فقالت تسايره : ليس إلى هذه الدرجة .
” على أي حال سيكون هناك ما يخفف من حدة ضجرك ”  قال عبارته فلم تفهمها : أعني أن لدينا رحلة عمل بعد أيام .
فتركت طعامها ، وسألته بدهشة : لم أفهم . أتقصد أننا سنسافر للخارج ؟!
” أجل إلى فرنسا ..” أجابها بهدوء : لدي عدد من الصفقات العالقة هناك وسأذهب لإتمامها . وطبعاً بصفتك  أمينة السر الخاصة بي فستقومين بمرافقتي .
وأعرضت الفتاة عن الطعام وقد أزعجها النبأ ، في حين أقبل “سامر” على طبقه وكأنه قد أنهى كل ما أراد قوله ، واختتم دوره.
وترددت “زينة” قبل أن تقول : لكن .. سيد “سامر” .. أنا لم أفكر بمسألة السفر هذه .. لقد تفاجأت بالأمر ..
” لكن ذلك يدخل في مهامك الوظيفية ” قال لها مجادلاً : إنه عمل وأنا أحتاجك فيه ..
فتضاعف إضطرابها وعادت تكرر : لكن .. أنا .. لم أعلم أنك ستطلب مني ذلك ..
فردّ مجيباً : وأنا لم أكن أعلم أنك سوف تمانعين .. آنسة “زينة” إنه عملك.
“أجل” قال هي تهز رأسها بطريقة ذكية  : إنه عملي .
واستأذنته لدخول الحمام ، وهناك وقفت وحيدة أمام المرآة تتأمل نفسها .. وتذرف الدموع !

يتبع

تصفح الحلقات الحلقة السابقة: << مسلسل أحبك بجنون الحلقة 22 – ألعاب الرجال|الحلقة التالية: مسلسل أحبك بجنون الحلقة 24 – السفر.. كلمة جهنمية >>

عن الكاتب

محمد عيد

مدرّس، كاتب، مطوّر مواقع الكترونية ويوتيوبر في العالم الرقمي. حاصل على الإجازة في الحقوق والعلوم السياسية من الجامعة اللبنانية ببيروت، ومهتم بالتنمية البشرية وتطوير الذات والأدب العربي والتقنية. أنشر قصص وروايات وقصائد واقتباسات وفيديوهات خاصة بي. جميع محتويات المدونة من ابداعي الشخصي وأنشرها بنفسي في أوقات فراغي .

أكتب تعليقك ورأيك