وطرق على الباب، فظنت كريمة أن أهل العريس قد وصلوا لكن أملها خاب، اذ أنها فوجئت بالأمير، فانتابها خوف كبير، و سألته عن مراده، فقال: جئت في أمر خطير.
و دخل المنزل و هو يضيف: علمت أن زفاف ياسمينة يجري هذا اليوم.
فقالت: اعذرني. كان علىّ دعوتك على رأس القوم. لكن..
فقال لها: لكن ياسمينة منعتك.
و سألها عن مكانها، فقالت له أنها في غرفتها، ترتدي فستان زفافها، و ما كادت تتم جملتها حتى خرجت عليهما العروس و هي تقول: أمي كيف تجدين الفستان..هل هو مقبول؟
و أصابها الذهول لما رأته، و همت بالعودة الى مخدعها لكنه أوقفها فسألته: ماذا تريد؟
فأجابها: جئت لكي نتحدث وحدنا.
و فهمت كريمة الرسالة، فغادرتهما بحجة واهية، فقالت العروس: تستطيع التكلم الأن . لم جئت؟
فقال لها متغزلاً: تبدين فاتنة بهذا الفستان. كم كنت غبياً حين لم أر كل هذا الجمال!
لكن كلماته لم تؤثر فيها، إذ بقيت على موقفها فقالت:
أرجوك قل ما عندك بسرعة لأني كمل ترى منشغلة و لا وقت لدي أضيعه!
فقال بانزعاج: أنا لا أحب هذه الطريقة في الكلام معي.
فقالت تتحداه: لم يطلب أحد منك المجيء. لم تكن مضطراً لسماعها.
فقال و هو يحاول تهدئة نفسه: لقد علمت أنك ستتزوجين اليوم من قريبك و في الواقع جئت لكي أطلب منك عدم فعل ذلك. أنا لا أريدك أن تتزوجيه.
فتفاجأت بمطلبه، و سألته مستنكرة: لكن بأي حق تمنعني من هذا الزواج؟
فردّ من فوره: بحق حبي لك.
فصدمت الفتاة و أصابها العجب، و سألها أن تقول شيئاً، لكنها لم تجب، فقال لها المزيد، و أسمعها ما كانت تحلم به و تريد.
قال لها: حياتي بدونك لا طعم لها و لا لون، و يمر بصعوبة عليّ كل يوم، لم أعرف منذ رحيلك الهناء و لا النوم، لقد علمت أني أحبك و لهذا جئت إليك فلا تقابليني بالرفض و اللوم.
لكن العروس فكّرت بما يعرضه عليها، فأدمعت عينيها، و قالت له و هي تسحب من بين يديه يديها:
أسفة لا أستطيع أن أقبل بك.إرحل..أنت لست لي، و أنا لست المناسبة لك.
يتبع
أكتب تعليقك ورأيك