قصة إبن الجن الحلقة 22 – مسلسل رعب أسطوري

وخارج الغرفة، كانت أناريس لعتريس بفرح تقول:
إنه ابن عالمنا ، يعشق الفسق و الفجور!
و مرت أيام و مرجان لا ينام، و كلما سار أو جلس في مكان تذكر ياسمينة فاشتدت عليه وطأة الأحزان.
و كثر شروده و سرحانه، و قلّ طعامه و شرابه، و هجرت البسمة وجهه و خياله.
حتى زارته كريمة في نهار، فاستقبلها باللهفة و الإستبشار، و سألها عنها و عن ياسمينة، و طلب منها الإفصاح عن كل الأسرار و الأخبار.
فقالت له أن الفتاة ستتزوج بابن خالتها، و أنها ستعيش معهما في دارها، ثم كررت اعتذارها له عن كلماتها، و غادرته بعد وداعه، فتأسف لرحيلها.
ومكث يفكر في كلامها. قال في نفسه:
ياسمينة ستتزوج إذن.. و أنا؟!
وارتمى في سريره، وهو يتخبط في تفكيره، و تساءل عن سرّ كل هذا الحزن و هذا الألم الذي يلهب قلبه، و عن سبب هذا الغضب الذي سكن فحأة عقله.
و قال لنفسه بانزعاج: ستتزوج..ستتزوج.
هذا ما كان من أمر مرجان أما ما كان من أمر كريمة فإنها بعدما غادرته، قصدت الملكة ووقفت أمامها لتطلب منها إعفاءها من مهامها و اسماح لها بالرحيل، فسرت أناريس بالخلاص منها و من ابنتها و همست في أذن عتريس: هذا خبر جميل!، و لم تتردد في قبوله و منحتها مكافأة فشكرتها الشكر الجزيل.
و لما رجعت الى منزلها، سألتها سألتها ياسمينة عن حال مرجان، فأخبرتها كذباً أنه على أحسن ما يرام، و أنها وجدته مشرقاً كالبدر في ليلة التمام، و كانت ترمي من وراء كذبتها هذه الى تبديد أحلام ابنتها المستحيلة أصلا بالفوز بقلب الأمير، و اقناعها تماماً بالزواج بجلال فهذا الأمر بالنسبة لكريمة كان يحمل لإبنتها الستر و الخير الكثير.
قالت لها أنه سر بنبأ زواجها ، و تمنى لها التوفيق، و أعلن لها أن رحيلها لم يزعجه، فبوسعه الحصول على ألف رفيق، فحزنت الفتاة و شعرت بأن حبها له بات كالغريق.
و زارهما جلال في هذا النهار، فقابلته مخطوبته بالبهجة و الأشعار، و قدمت له الطعام و الشراب، و حدثته بأحلى الأخبار.
يتبع