ونهض من مكانه نحوها مضيفاً:
أرجوك ساعديني أمي لأتخلص من هذه الصفات.
فاستنكرت تصرفه و صاحت: لكن مرجان! من قال ان عليك التخلص من هذه الصفات المميزة؟!
فقال بدهشة: مميزة؟!
فأكدت له: و كيف لا؟ إنها صفات خاصة بالأمراء و الملوك ومن الجيد أن نتمتع بها.
فقال: لكنها تدفع من حولك الى كرهك، و تبعد أحباءك عنك.
فقالت و قد فطنت لما حدث: أتقصد أن ابنة المربية تلك خاصمتك.
ولما لم يجبها، قالت له: هذا أفضل فهي في نهاية الأمر من العامة، ولم أكن أستحسن رفقتك لها.
وأضافت محاولة إغراءه بإهمال ياسمينة:
إسمع بني أنت لم تعد صغيراً، و بوسعك التمتع بمن تشاء من جواري القصر. ستصبح الملك بعد أسابيع قليلة، و لن تسمح لنفسك بالبقاء متعلقاً بتلك الفتاة.
وتركته بعد حديثها هذا لتعود الى عتريس، فدخلت عليه غاضبة تقول: لكن مذا يحدث له بحق إبليس؟
فسألها:و كيف وجدته؟
فقالت له: ليس بخير. إبنة المربية اللعينة سحرت عقله و يبدو أنها تشاجرت معه و هجرت صحبته.
فقال لها: نعم علمت بالأمر من أحد الحراس. لكن أليس من المفروض ألا يشعر ابنك بالحب تجاه أي كان؟
فقالت متأففة: هذا هو المفروض. لكن يبدو أن الجزء البشري من تكوينه أو ربما هي شهواته تدفعه للتعلق بها.
فقال عتريس مشككا: ربما.
و أضاف: إن كان الأمر يتعلق بشهوته فأظن أن لديّ العلاج الشافي له.
حاول مرجان الخلود للنوم بعد رحيل والدته لكنه لم يستطع، كان يحاول جاهداً طرد كل هذه الأفكار من رأسه لكنها كانت تمتنع، كان ظلام الغرفة بضوء القمر ينقشع، لكن الظلام الذي هبط على نفسه، لم يكن يرتفع.
تقلّب في فراشه بانزعاج، و هو يشر بأن في رأسه رقصاً و ارتجاج، كانت كلما ياسمينة تتردد مدوية في أذنيه، فيحتار بين الموافقة و الإحتجاج.
و تخبط بين الإستنكار و الذهول، و بين الرفض و القبول، حتى قرع الباب، و طلبت جاريتان الدخول.
فأذن لهما، و ظن أنه سينسى همومه بهما، و سيستعيج مشاعر البهجة والسرور.
و خارج الغرفة، كانت أناريس لعتريس بفرح تقول:
إنه ابن عالمنا ، يعشق الفسق و الفجور!
يتبع
أكتب تعليقك ورأيك