فأجابته بغضبها ذاته: يبدو انك نسيت أني والدتك ومن واجبك التحدث إلي باحترام، وأني كنت وما زلت ملكة هذه البلاد قبل أن تصبح أنت كذلك.
– أنا آسف أمي.
قال لها وهو يقترب منها، ويمسك بكلتي يديها ملاطفاً: أنا أحبكِ وأقدّرك، لكني لا أريدكِ أن تتدخلي في أموري الخاصة.
– أنا لا أتدخل في حياتك إلا بالقدر اللازم لحمايتك من نفسك، ومن خطر السلطة والمُلكِ عليك.
قالت وقد تبدد غضبها فجأة: بني، أنا أحبك وكل ما أريده في هذه الدنيا هو سعادتك.
– وأنا أعلم هذا أمي.
قال مبتسماً وهو يضمّها إلى صدره بحنان: وأشكركِ على كل ما تبذلينه لأجلي.
ربّتت على كتفه وهي تشعر بالرضى، ثم سألته بهدؤ: هل هذا صحيح؟
– بالتأكيد أمي. أنا ممتن لكل ما تفعلينه في سبيل إسعادي.
– أنا لا أقصد هذا.
قالت له: أتحدث عن نبأ زواجك ب “زمردة”، أهو صحيح؟
– آه، أجل أمي. كنتُ سأبلغكِ بهذا الأمر اليوم لكن يبدو أن الأخبار تنتشر بسرعة البرق في هذا القصر.
قال لها مبتسماً: أنا و”زمردة” سنتزوج خلال أسبوع.
– إذن ما زلت مُصراً على موقفك؟!
قالت وغضبها يعود إليها: وستجبر الفتاة المسكينة على الزواج منك؟
فقال لها وابتسامته تتسع: هذا ليس صحيحاً. سأتزوج بها لكن هذه المرة برضاها.
فقطّبت حاجبيها دهشةً وهي تسأله: حقاً؟! كيف أقنعتها؟!
فأجابها: سليها بنفسكِ.
******
ولم تتأخر الملكة في تنفيذ مطلب ابنها، إذ ما لبثت أن خرجت من غرفته حتى دخلت غرفة الأميرة، وهي متهلّلة فرحاً تقول: مبارك لكما ألف مرةٍ يا ابنتي. لقد سرّني النبأ جداً.
– أي نبأ؟!
سألتها “زمردة” بدهشة، وهي تنهض من فراشها لاستقبالها، فأجابتها: النبأ المتعلق بزواجك من ابني. هل ما يقوله “نديم” صحيح؟ أخبريني يا “زمردة”.. هل قبلتِ به حقاً؟!
فأومأت برأسها وقالت مُحاولةً اصطناع ابتسامة: نعم، لقد قبلتُ به زوجاً.
– لكن كيف تُبدلين رأيك بين ليلةٍ وضحاها؟!
سألتها بدهشةٍ وسعادتها في ازدياد: ما السر وراء هذا التغيير؟!
فارتبكت الأميرة، ثم أجابتها بتلعثم: الحقيقة أنك أنت السبب.
– أنا؟!
– أجل. كلامك عن “نديم” دفعني لأفكر به بطريقةٍ أخرى، وبدأت أشعر.. ب.. بالعطف نحوه.. ثم .. ثم زارني مساء البارحة و.. تحدثنا.. ثم اتفقنا على الزواج.
يتبع
أكتب تعليقك ورأيك