قصص وروايات

مسلسل القصة القاتلة الحلقة الأولى

هذه هي الحلقة رقم 1 من أصل 75 حلقة في رواية القصة القاتلة

أحيانا نكون مجبرين على السير في طريق غير الذي رسمناه لأنفسنا . بالرغم عنا نختار أشياء لا نحبها، ولم نحلم بها يوماً. نبغضها، نكرهها، لكننا نكون مرغمين على القبول بها والاستسلام لها.
على الاقل، هذا ا حصل لبطلنا الذي لم تتح له فرصة اختبار الحياة بخيارات مختلفة.
منذ ولادته كان عليه المضي قدماً في الأفق المحدود بقناعة وخضوع.
فلم يستطع أن يطل بخياله أو ربما بطموحه على كل هذه الآفاق المشرقة التي انت تدور في فلكه. لم يتمكن من رؤية الجميل في هذه الحياة.

لم يدرك أن أهم ما يجعل الانسان سعيداً في حياته هو الحل.
النهاية.
كتب عماد الزايد كلمته الاخيرة منهياً بها روايته، ثم شرب قليلاً من الشاي الذي أصبح بارداً لشدة انتظاره، وعاد ليلقي نظرة أخيرة فاحصة على صفحات مؤلفه، قبل أ، يغلقه قائلاً لنفسه بسعادة وارتياح: ممتازة ! ستعجب رئيس التحرير بالتأكيد.
وضع الرواية بين أغراضه التي سيحملها إلى مكتبه في المجلة غداً، ثم أطفأ ضوء غرفته وهو لا يكف عن التثاؤب وسارع باللجوء الى فراشه.
لكن قبل أن يغمض عينيه، ويغرق في سبات عميق ، نظر إلى ساعة الحائط عن يمينه، كانت عقاربها تشير الى الثانية فجراً.
صباح اليوم التالي، تقلب عماد في فراشه، ثم فتح عينيه ليبصر الساعة تشير إلى الثامنة، فيعاود إغماضهما، لكنه يفتحهما مجدداً، ويهب من سريره جزعاً هاتفاً: يا إلهي !
عندما دخل مكتبه بالمجلة، إستقبله صديقه في العمل نبيل قائلاً: صباح الخير يا عماد.. لقد تأخرت اليوم !
“أجل أعلم.”
قال وهو يجلس على كرسيه: لقد سهرت البارحة حتى ساعة متأخرة.
إقترب منه سائلاً بمكر: آه.. وماذا كنت تفعل ؟
وتابع مبتسماً: لا تقل لي أنك كنت تشاهد البرامج الفضائية الاباحية !
“لا! لم أكن أفعل”
رد عماد فقال نبيل كمن خاب ظنه: موسف !
“أنت تعلم أني لا أشاهد هذه البرامج الهابطة”
قال بجدية: لقد كنت منشغلاً بإتمام روايتي الجديدة”
“آه أجل”
قال نبيل بنبرة شبه هازئة: الحلم.. أليس كذلك ؟
رد عليه عماد وقد تنبه جيداً إلى نبرة كلامه: نعم، انه اسمها.. هل يزعجك هذا الأمر ؟
“لا عماد، أرجوك لا تعتبر كلامي موجهاً ضدك”
قال نبيل بصراحته المعهودة: لكن رواياتك هذه تضرك ولا تنعفعك..
تايق لموقف صديقه، فقال: تضرني ؟! لكن بالله عليك نبيل قل لي بصراحة ما الذي تقصده ؟! هل تريد أن تخبرني أن رواياتي فاشلة وأنني كاتب غير جيد ؟ أهذا ما تلمح إليه ؟
“إسمع عماد، أنا لا أقصد إهانتك”
قال نبيل بهدوء: كل ما أردته هو تنبيهك.
“تنبيهي ؟!”
سأله بحيرة: لكن إلامَ ؟
“آه هيا يا صديقي ! ألم تدرك الأمر بعد ؟ إن مواضيع رواياتك لا تجذب القرّاء!”
فتح فمه ليدافع عن نفسه ومؤلفاته، إلا أن رنين الهاتف أعاقه.
“حاضر آنسة سماح”
قال مجيباً على المتصل: سآتي حالاً.
وعندما أعاد السماعة إلى مكانها، ألقى نظرة مستنكرة على صديقه، ثم انصرف تاركاً إياه يتمتم: ليتك تفهم الواقع.. ليتك تستيقظ من أحلامك المثالية !

| يتبع | كتبها محمد عيد

تصفح الحلقات الحلقة السابقة: |الحلقة التالية: مسلسل القصة القاتلة الحلقة الثالثة >>

أكتب تعليقك ورأيك