بعد أسبوع، إقتحمت الخالة ( نعيمة ) غرفة (ريم) وأيقظتها من نومها بصياحها : آنستي !
ففتحت عينيها بتثاقل وقالت : آه ! دعيني أنام ! لقد سهرت الليل بطوله وأنا أدرس !
فقالت لها : إنهضي يا ابنتي ! السيد (نادر ) في الخارج ينتظرك !
فهبّت من مكانها، وصاحت : في الخارج ؟ أين ؟!
فأجابتها : في الصالة .!
دخلت ( ريم ) إلى الصالة وهي تقول : نادر !
فالتفت نحوها وقال ضاحكاً : هذا إسمي .
وأمسكا بيدي بعضهما وهو يقول : لقد اشتقت لك كثيراً .. كثيراً ..
فقالت له : أنا أيضاً ..
وأضافت : لكن غاضبة منك .
” أنا ؟!” سألها : لماذا ؟!
فأجابته : لأنك لم تتصل بي طوال الأسبوع الماضي !
فقال : لكن كنت أنفذ رغبتك .. لم أرد أن أكلمك إلا بعدى الحصول على النتيجة .
فسألته باهتمام : وهل صدرت بهذه السرعة ؟
” ليس رسمياً لكن من مواقف الممتحنين ..” قال لها : أظن أنني نجحت .
فصاحت بسعادة : آه ! رائع بالفعل يا عزيزي !
وعانقته في نفس اللحظة التي دخل والدها، وقال : مرحباً .
فابتعدت الفتاة مسرعة من محبوبها وقد احمرت وجنتاها خجلاً، وقالت : آه ! أبي ! لقد وصل نادر منذ قليل !
وصافح ضيفه وهو يقول : أهلاً بك يا دكتور .
” بخير والحمد لله .” لكني لم أصبح دكتوراً بعد .
فعلّق الأستاذ أمين : لكنه تحصيل حاصل .
فقال الشاب : بعد صدور النتيجة الرسمية وتعييني في الجامعة سنحدد موعد ” كتب الكتاب ” طبعاً بعد إذنك وبموافقتك .
فأومأ الوالد برأسه وقال : إن شاء الله . لكني أخبرك من الآن بأني لن أوافق على الزواج إلاّ بعد نجاح ريم في الحصول على الإجازة .
” وأنا أقبل ..” قال نادر : وأنا أقبل ..” قال نادر ريم مجتهدة وستحقق النجاح بالتأكيد .
بعد أسابيع كانت ريم تقف أمام لوحة النتائج بالجامعة وبجوارها وفاء تبحث كل منهما عن نتيجتها . وفي نفس الوقت الذي صاحت فيه ريم بسعادة، تعبيراً عن نجاحها
أجهشت وفاء بالبكاء لأنها لم توفق . فأسفت الفتاة عليها وعانقتها مواسية .
وسارت وفاء نحو المنزل وهي تشعر بالحزن الشديد لفشلها،وبالغيرة من ريم . قالت في نفسها :
دائماً هي تحصل على كل شيء .. الثروة والحب والنجاح .. كل شيء تريده تناله .. أما أنا .. لا أعيش إلا على الفتات .. وحتى النجاح لا أحصل عليه .. طبعاً .. فأنا لا ” واسطة ” لدي .. ليس مثلها : نجاحي يكون مضموناً !
أكتب تعليقك ورأيك