– لا أقدر أمي.
أجابها: علي الذهاب بنفسي.
وعلق “أسامة” مشكّكاً: يبدو أن ما يحصل هو أكبر من حركة تمرد! الأمر خطير أليس كذلك؟!
– هذا لا يعنيك في شيء!
قال بامتعاض: أنا من يتحكم بالأمور هنا. لا شأن لك بما حصل أو يحصل أو سيحصل!
فقال “أسامة” متحدّياً: صدقني الأمر يعنيني أكثر مما تتصور. أنت تتحدث عن المملكة التي نشأت وترعرعت فيها. إنها الوطن الذي احتضنني وأحبني.
وأضاف بنبرة متصاعدة الحدة: والمملكة التي تتحكم بها كما تزعم هي مملكة والدي!
– آه هيا “أسامة” إكشف عن وجهك الخبيث وأفصح عن حقيقة نواياك.
قال له: أنت تطمع في الجلوس مكاني!
– أنت مخطئ.
رد غاضباً: كل ما أريده في هذه الدنيا هو أمر واحد فقط.
أدركت الوالدة وكذلك “زمردة” ما يرمي إليه “أسامة”، لكن “نديم” لم يكن واثقاً لذلك حاول استفزاز أخيه ليفصح له عن مبتغاه فقال: وماهو هذا الشيء؟ تكلم! ألا تملك الجرأة الكافية لتعلن عنه أمامنا؟!
وعندما فتح فاهه ليجيبه، تدخلت الوالدة قائلة: هلا توقفتما عن هذا الشجار! دعانا نتابع طعامنا بهدؤ!
– أنا شبعت.
قالت “زمردة” وهي تنهض عن كرسيها: سأذهب إلى غرفتي، أستأذنكم.
ونهض “نديم” مسرعاً، وهو يخاطبها: إنتظري، سأرافقك.
وانصرفا معاً، فقالت الوالدة لابنها: آه “أسامة” كنت سترتكب حماقةً!
– آسف أمي ، لكنه استفزني حقاً!
قال لها: تصوري! كنت سأخبره أني لا أريد من هذه الدنيا إلا “زمردة”.
– زوجته.
قالت له تلومه: لا تنسَ هذا أبداً. “زمردة” هي زوجة أخيك الآن.
فأومأ برأسه: هذا ما يقتلني!
– لا يسعك سوى تقبل الأمر يا عزيزي.
قال بلطف: عليك أن تنسى حبك لها، ما من خيارٍ آخر أمامك.
ولم يعقّب على كلامها، فربتت على يده وأضافت: إسمع، لماذا لا تبدأ بالبحث عن حبٍ جديد؟!
************
وفي غرفتها، جلس “نديم” يُملي على “زمردة” التعليمات الواجب عليها تنفيذها والإلتزام بها أثناء غيابه.
قال لها: سيكون لك حارس وجارية إضافية يقومان برعايتك وحمايتك.
– ومراقبتي!
علّقت بنفور فقال لها: أنا لن أجعل منك فريسة سهلة.
– لكن لمن؟!
سألته باستنكار: ما من رجل آخر في القصر سوى شقيقك! أتظنني سأخونك مع أخيك؟
لم يجبها فقالت له: أنتَ لم تعرفني بعد يا “نديم”.
واكتفت بعبارتها تلك لأنها لم تجد نفسها مضطرة للدفاع عن نفسها، على الأقل.. ليس أمامه.
وأضافت متأففة بعد ثوانٍ من الصمت: هل هناك أوامر أخرى؟
– أجل.
أجابها: لن تغادري القصر إلا برفقة والدتي.
– إطمئن.
قالت له: لن أغادره أصلاً لأن لا مكان لي في الخارج لكي أقصده.
يتبع
أكتب تعليقك ورأيك