يصيح “رامي” باكياً:
– أرجوك لم أفعل هذا! أنا لا أريد أن أموت! لا!
ويؤكّد “اسامة” موقفه:
– نفّذ الحكم أيّها السجّان.
وبعد انصرافهما دخلت “نسرين” مسرعة تقول:
– مولاي!! الأميرة “زمردة”.
فنهض يسألها بقلق:
– ما بها؟
فأجابته أنها تلِد.
فسار مسرعاً معها وهو يقول:
– أطلبي “ليث” في الحال، ليأتِ لمساعدتي، قد أحتاج لعونه.
ودخل على “زمردة” التي علا صراخها قائلاً:
– كيف حالكِ حبيبتي؟
فأجابته وهي لا تتوقف عن الصياح:
– أنا أتألّم.. ألا ترى؟.. أتألّم!
– حسناً إهدئي..
قال لها: حاولي أن تتنفسي بعمق.
– آه! أنا.. لا أدري..
صاحت: أشعر بالإختناق.. أنا.. آه.. سأموت.
– لا أنتِ لن تموتي.
قال لها: لن تهربي من تنفيذ وعدكِ بهذه الطريقة.
– آه!
صرخت: هذا ليس وقت المزاح.
– لكني لا أمزح.
ردّ عليها: لقد وعدتني بالزواج بعد أن تضعي طفلكِ وعليكِ تنفيذ وعدكِ.
فصرخت بانزعاج:
– فلألد طفلي أولاً! أنا لا أظنه سيخرج!
– لكن ماذا تقولين؟
قال ضاحكاً: سيخرج بالتأكيد.
وارتفع صوتها أكثر فأكثر ثم صمتت فجأةً لكن صوتاً آخر علا.. كان صوت بكاء الطفل.
حما “أسامة” الطفل بين يديه بعناية وقال بعينين دامعتين:
– آه! إنه صبي!
– أرينيه.
قالت له بصوت ضعيف ودموعها تسيل على خدّها:
– أريد أن أراه.
واحتضنت ولدها وهي تقول:
– آه يا عزيزي!
ومسح “أسامة” دمعة سالت على خدّه وهو يسألها:
– ماذا ستسمينه؟
فأجابته قائلة:
– ما رأيكَ ب “نديم”؟
فابتسم وقبّلها من خدّها قائلاً:
– إنه الإختيار الأمثل.
وقبل أن يُضيف شيئاً، قُرع الباب ودخل “ليث” قائلاً:
– هل تأخرت؟
وضحك الثلاثة معاً، ودخلت “نسرين” طالبةً رؤية الطفل، ثم قالت ل”ليث” وهي تتأمّل المولود:
– متى نتزوج ويكون لنا طفلٌ جميلٌ كهذا؟
عند المساء دخل “أسامة” غرفة “زمردة” فأشارت إليه أن يلزم الصمت حتى لا يوقظ الطفل وهمست قائلة: لقد نام للتوّ.
فابتسم الرجل وجلس بجوارها في السرير وهو يقول بصوت خافت: كيف حالكما؟
– نحن بخير.
أجابته: وأنا سعيدة جداً يا “أسامة” لكني مع هذا قلقة.
– قلقة؟!
سألها بدهشة: ممَّ؟
فأجابته: منكَ أنت. الحقيقة أني لستُ واثقة من أنك ستعامل إبني بمحبة واحترام.
– لكن ماذا تقولين؟!
صاح بها فكررت إشارتها السابقة له بإخفاض صوته، فعاد إلى الهمس قائلاً:
– “زمردة”.. إنه طفل يريء لا ذنب له في كلّ ما جرى وكونه إبن “نديم” لا يعني أني لن أحبه.
فسألته مشككة: أتعني ما تقوله حقاً يا “أسامة”؟
لاطف يدها مؤكداً: صدقيني، سأحبه وأعامله كما لو كان ولداً لي. يكفيني أن يكون ابنكِ حتى أعشقه.
وأضاف ضاحكاً: ثم أنا لن أسمح لكِ باتخاذه حُجّةً للرجوع عن وعدكِ بالزواج.
وتابع: سنتزوّج يعني سنتزوّج.
فأومأت برأسها موافقة وابتسمت قائلة: سنتزوج.
– آه أخيراً “زمردة”
قال لها وهو يُداعب رأسها: بعد كل هذه الصعاب والمشاكل سوف نحقق ما حلمنا به.
– أجل.
قالت متنهدة: لقد انتهى كل شيء. وانتصر حبنا في النهاية.
– أحبكِ.
قال لها وهو يهمّ بتقبيلها، لكنه قبل أن يفعل علا صوت بكاء الطفل فتأفف “أسامة” وقال: آه! هل هذا وقته؟
وحملت “زمردة” طفلها محاولةً إسكاته وهي تقول: آه لا لا! أنت لا تعامله بمحبة كما وعدت.
– آه وكيف لا؟!
قال من فوره ثم راح يلاطفه ويداعبه قائلاً: هيا حبيبي.. إهدأ قليلاً يا عزيزي.
*********
وبعد أقل من شهرين تمّ الزواج بين “أسامة” و”زمردة”، وعاش الحبيبان معاً بسعادة وهناء.
أكتب تعليقك ورأيك