قصص وروايات

حب وعذاب – مسلسل عاطفي | الحلقة السابعة والأربعون

حب وعذاب
حب وعذاب
هذه هي الحلقة رقم 45 من أصل 63 حلقة في رواية حب وعذاب

ثم نفضت عن نفسها الغبار ، وعادت إلى الجلوس ثم قالت : أتساءل عن حال نادر في هذا الوقت !
” إنه قلق بلا شك .” قالت نعيمة : وقد يكون في أحد الملاجئ مثلنا تماماً .
” أتعلمين يا خالة نعيمة ؟” قالت لها : كنت أتمنى الحديث معه بعد خروجي من السجن لكن .. لكنه انسحب بهدوء .
” أجل .. هذا كله بسببك .” لامتها بقولها : قابلت عرضه السخي بالدفاع عنك بالرفض التام .. لا .. بل بالرفض الوقح ..
فردت بانزعاج : تقولين هذا وكأنك لا تعلمين كل ما فعله بي في الماضي !!
” لكن ألم تفكري بأنه ندم على ما فعله !” قالت لها : وأراد تصحيح خطئه بإسداء هذا الصنيع لك ..
ولم تعلق ، فتابعت كلامها : مع هذا .. هو لم يتخل عنك .. أصرّ على إخراجك من سجنك المظلم ذاك ..
فأومأت برأسها وقالت : وقد فعلها !
وأضافت بتلقائية : إنه طيب القلب .
فقالت نعيمة : إنه يحبك .
فردت بانزعاج : إنه متزوج ! ولديه طفل ! أنسيت هذا ؟!
” آه ! هذا صحيح !” قالت وهي تفرك رأسها : يبدو أن ذاكرتي لم تعد بالجودة الماضية !
وأضافت بعد صمت : لكن .. هذا لا يمنعه من الزواج مرة ثانية ..
فامتعضت لكلامها وقالت : يبدو أن تفكيرك بأكمله صبح متعباً !
وأضافت : لو أردت أن أكون الزوجة الثانية لما انتظرت حتى اليوم .
وبدى الحزن واضحاً في نبرة صوتها ، فواستها نعيمة بقولها : في النهاية الزواج قسمة ونصيب .
” أجل ” قالت ريم : وقد كان نصيبي سيئاً جداً .
وتابعت : أتعلمين ؟ الجيد في الأمر هو أني لم أرزق بأولاد ..
كان امتناعي عن الإنجاب حكيماً .
فأومأت نعيمة موافقة ، فعادت لتقول : ومع هذا لم يكن يعجبك ..
فدافعت عن رأيها بالقول : كنت أظن أن الطفل سيحل المشاكل الدائمة بينك وبين زوجك .. لكن .. يبدو أني كنت أنا المخطئة ..
فابتسمت ببرودة وقالت : تخيليني وأنا في هذا الوضع مع طفل أو طفلة بين ذراعي . سوف أكون مثيرة للشفقة .
وصمتت قليلاً قبل أن تستطرد قائلة : أشعر بالجوع . بعد تناول الطعام الذي جلبته نعيمة معها ، عكفت ريم على المذياع الصغير الذي بحوزتها محاولة التقاط إرسال أي إذاعة وهي تقول : يجب أن نسمع آخر الأنباء .. لا يعقل أن نبقى هنا إلى الأبد ..
وبينما انشغلت هي بمذياعها ، راحت نعيمة تراقب جيران الملجأ وتتأمل وجوه الجميع فلا ترى سوى الخوف والقلق .
وتنبهت فجأة إلى أحدهم يدخل الملجأ على عجل ، فلكزت رفيقتها وقالت : أنظري من أتى !
فردت عليها دون أن ترفع رأسها : دعيني بهمي هذا !
فقالت لها بإلحاح : أنظري ! أنظري !
وأجبرتها على رفع رأسها فصاحت : لكن ماذا هناك ؟
ولمّا نظرت أضافت بتفاجؤ : نادر ! و.. وفاء ؟!
ولم تصدق !!
وعلّقت نعيمة : ومعهما طفل أيضاً وامرأة أخرى !

تصفح الحلقات الحلقة السابقة: << حب وعذاب – مسلسل عاطفي | الحلقة الثالثة والأربعون|الحلقة التالية: حب وعذاب – مسلسل عاطفي | الحلقة الرابعة والأربعون >>

عن الكاتب

محمد عيد

مدرّس، كاتب، مطوّر مواقع الكترونية ويوتيوبر في العالم الرقمي. حاصل على الإجازة في الحقوق والعلوم السياسية من الجامعة اللبنانية ببيروت، ومهتم بالتنمية البشرية وتطوير الذات والأدب العربي والتقنية. أنشر قصص وروايات وقصائد واقتباسات وفيديوهات خاصة بي. جميع محتويات المدونة من ابداعي الشخصي وأنشرها بنفسي في أوقات فراغي .

أكتب تعليقك ورأيك