في اليوم التالي، ذهب جورج إلى مكتب صديقه وهو يحمل له خبراً ساراً وبطاقة دعوة .
” بطاقة دعوة ؟!” سألهى نادر بتفاجؤ : هل قررت أخيراً ؟
” نعم ” أجابه باسماً : لقد أنهيت أنا ومخطوبتي فرش بيتنا و.. حددنا موعد الزفاف .
فصاح مهنئاً : أتا سعيد لأجلك يا صديق !
وتأمل بطاقة الدعوة وهو يجامله :
إنها مميزة .. وبالطبع سألبّيها أنا وعائلتي .
” هذا يسعدني .” قال جورج : لا تنس إحضار “الحاجة ” معك … إنها الخير والبركة .
” سأحاول ولكن لا أعدك بذلك .” قال له : أنت تعلم أن صحة والدتي لم تعد تساعدها ..
وطلب له ولضيفه كأس عصير، قبل أن يقول مستطرداً : لقد قرأت خبر في الصحف البارحة إسترعى إنتباهي .فقال له : تقصد الخبرالمتعلق بالخلاف الخطير بين الرئاسات الثلاث في الدولة ؟
” لا لا .” قال له : إنه لا يتعلق بالسياسة مطلقاً،. في الحقيقة إنه يتصل بريم .
” أتقصد ؟!” سأله بدهشة : أن الفتاة التي كنت ..
– أجل .. هي نفسها .. جيد أنك ما زلت تذكرها بعدكل هذه السنين ..
– وكيف لا أذكرها ..” قال له : قصتك معها من أغرب القصص التي سمعت بها في حياتي ؟!
– وعلّق مضيفاً : حسب ما رويت لي .. فإن هذه المرأة من أشد النساء مكراً .
فاومأ الرجل برأسه ولم يعلق، ثم قال : هذه المرأة متهمة اليوم بقتل زوجها .. وقد تم القبض عليها وسجنها بانتظار محاكمتها .
– ” تستحق هذا ” قال شامتاً : إنه جزاء مثيلاتها !
فسأله باهتمام : لكن .. أتظن أنها قد فعلت هذا حقاً ؟
– ” لكن ألم تقبض عليها الشرطة بهذه التهمة ؟!” ساله متعجباً نبرة الشك في سؤاله : لو كانت بريئة لما مكثت خلف القضبان حتى هذه اللحظة .. ثم ..
– – ثم ماذا ؟! تكلم جورج .. لا داعي للخجل ..
– ” ثم .. إن ما فعلته معك لا يمكن تصديقه .. ومن تفعل أمراً كهذا ..” قال مؤكداً : تكون قادرة على فعل ما هو أعظم منه !
ونظر إلى صديقه، فعاد يقول :
– لكن .. يبدو أن لك رأياً آخراً !
– ” على كل حال لا داعي للقلق عليها .” قال متابعاً : والدها من أهم المحامين في لبنان وسيتولى الدفاع عنها .
فقال نادر : لا، هذا غير صحيح .
فتفاجأ وسأله عن السبب، فاجابه : السيد أمين توفي منذ أكثر من سنة .
أكتب تعليقك ورأيك