قصص وروايات

مسلسل أحبك بجنون الحلقة 33 – قلب الأم

هذه هي الحلقة رقم 33 من أصل 79 حلقة في رواية أحبك بجنون

في دارها كانت السيدة ” نهاد ” تسير على غير هدى كطفل صغير ضائع ، ثم تجلس تارة وتنهض أخرى .
تتأفف أحياناً وتذرف الدمع حيناً..
وتهمس بحرقة بالغة : بنيتي !!
ثم ترتمي من جديد فوق مقعدها وقد أعياها الصبر ، وتقول لشخص يجالسها لكنه لا يبالي بمأساتها :
لكن هل ستبقى على هذه الحال ؟؟
ولمَا لم يرفع بصره عن الصحيفة التي يقرأها ، أضافت بغضب : أنت بارد جداً ! دع هذه  “النفاية” من يدك وانهض لتبحث عن “سهام” ! ألا يهمك أمرها أو تقلق لضياعها ! ألا تشفق على حالي .. !
” لقد فعلت كل ما أقدر عليه” قال بهدوئه المعهود : أبلغت الشرطة عن اختفائها .. ووظفت متحرٍّ خاص ليبحث عنها .. ماذا تريدين أكثر من هذا ؟! هل تريدين أن أهيم في الطرقات بحثاً عنها ؟!
ولم تجيبه ، بل لاذت بالصمت ، وتركت دموعها لتنطق باسمها .
أما هو فنهض من مكانه ، ووقف أمام النافذة يتأمل الطقس الصافي في هذا اليوم الشتوي ، يفكر بامرأة لا تبرح خياله ، ويتذكر صديقاً حميماً أرسله في مهمة للخارج .. ويبتسم.
ويرن جرس الهاتف فيسرع نحوه وكأنه ينتظر صوته منذ زمن ، إلا أن يد السيدة الحائرة تكون أسرع في التقاطه ، وينطق لسانها بكلمات مبهمة ، وتشهد عيناها مجزرة من الذهول والحزن العميق.
وسلمته سماعة الهاتف وهي على حالها ، فتلقفها بقلق وأجاب : نعم .. ماذا ؟!
ووصله صوت الخاص يجيب :
يؤسفني إبلاغكم بهذا النبأ سيدي. الآنسة “سهام” غادرت لبنان منذ أيام . بعد البحث تبين لي أنها سافرت الى فرنسا.
ولم يستمع الرجل الى المزيد بل رمى السماعه من يده ليلتقط جسد السيدة الذي تهاوي أرضاً.
ويرفعه قائلاً : يا إلهي ! هذا ما كان ينقصني !

كان هذا الرجل هو السيد “سامر فياض” !

يتبع

تصفح الحلقات الحلقة السابقة: << مسلسل أحبك بجنون الحلقة 32 ـ رسالة حب|الحلقة التالية: مسلسل أحبك بجنون الحلقة 34 – الكفر >>

عن الكاتب

محمد عيد

مدرّس، كاتب، مطوّر مواقع الكترونية ويوتيوبر في العالم الرقمي. حاصل على الإجازة في الحقوق والعلوم السياسية من الجامعة اللبنانية ببيروت، ومهتم بالتنمية البشرية وتطوير الذات والأدب العربي والتقنية. أنشر قصص وروايات وقصائد واقتباسات وفيديوهات خاصة بي. جميع محتويات المدونة من ابداعي الشخصي وأنشرها بنفسي في أوقات فراغي .

أكتب تعليقك ورأيك