قصص وروايات

مسلسل أحبك بجنون الحلقة 20 – دموع التماسيح

هذه هي الحلقة رقم 20 من أصل 79 حلقة في رواية أحبك بجنون

لم يكن “سامر” نائماً كما ظنت “زينة” بل لقد شعر بدخولها ثم بخروجها السريع ، ونهض بعدها وارتدى قميصه ثم سوَى ربطة عنقه ، وقال والابتسامة تكلل وجهه : الخطوة الثانية .. نجحت !
واقترب من إمرأته ثم لكزها بيده وهو يقول : هيا “دوللي” إستيقظي !
وفتحت تلك المرأة عينيها بصعوبة ثم تثاءبت وهي تقول : آه حبيبي .. كم الساعه الآن ؟!
أجابها بنبرة حازمة وكأن شيئاً لم يحصل بينهما : إنها الثامنة والدقيقة العاشرة .. إنهضي وانصرفي بهدوء فأنا لدي أعمال هامة ..

وسحب من محفظته بضع مئات من الدولارات الأميركية وهو يقول : أراك لاحقاً.
فنهضت وتلقفت النقود بنهم وقالت غير مبالية بلهجته الحادة : أنا رهن إشارتك.
وأرادت الإنصراف من الباب الخلفي لكنه منعها وطلب منها الانصراف من الباب الرئيسي ، وكأنه يتعمد أن تلتقي بـ “زينة”
فقلبت شفتيها وانصرفت من حيث أمر.
والتقت عيناها بعيني “زينة” فابتسمت وهي تشير لها مودعه ، ما أثار امتعاض الفتاة ودفعها للقول : عديمة الحياء ! ألا تستحي؟!
وتابعتها بنظراتها فرأتها تشعل سيجارة قبل أن تغيب عن ناظريها.
فقالت الفتاة : عديمة الأخلاق والتربية والاحترام و عديمة ماذا أيضاً ؟!
ورن الهاتف الداخلي فرفعته وأجابت ثم ارتبكب فجأة حين سمعت صوت رئيسها يقول بنبرة شديدة الهدوء : صبا الخير يا آنسة “زينة” هلا أحضرت البريد وبرنامج العمل لهذا اليوم و .. فنجان القهوة الصباحي إلى مكتبي
“أجل” قالت بنبرة مطيعة : في الحال.
وتأهبت كجندي يدخل جبهة القتال ، وثم حملت ما طلبه ، ودخلت مكتبه بعجما أخذت نفساً عميقاً.
وكانت “زينة” قد اتخذت قرارها :
أنت لا شأن لك به ولا بما يفعله . حياته الخاصة مسألة لا تعنيك . إنها مخؤسسته وهو حر فيما يفعله فيها . أنت لم تري شيئاً ولم تسمعي شيئاً ولن تعلقي على أمور لا تخصك . فقط قومي بواجبك . لا أقل ولا أكثر .
واقتربت الفتاة من مديرها ، فوجدته متكئاً على مكتبه وقد وضع رأسه بين يديه.
فوضعت ما تحمله أمامه وقالت باحترام :
هاك سيدي . هذا ما طلبته.
وقدمت له القهوة.
فأبعد يديه عن رأسه ، ورفع وجهه ، فظهر الدموع واضحة في مقلتيه ، فانهارت تحذيرات الفتاة لنفسها ، وسألته بإشفاق : سيدي ! لماذا تبكي ؟!
ولم يجيبها ، بل أدار ظهره لها وبدى كمن يجهش بالبكاء.
فتضاعفت دهشتها وحيرتها ، وسألته بنبرة تزداد لطفاً : لكن سيدي أرجوك أخبرني .. ماذا أصابك ؟! ما سرّ كل هذه الدموع ؟!
فالتفت نحوها وهو يمسح عبراته بكفيه ويقول بصوت ملتاع :

أرجوك دعيني أبكي يا آنسة “زينة” .. أنت .. أنت لا تدركين ما حصل ! ..

يتبع

تصفح الحلقات الحلقة السابقة: << مسلسل أحبك بجنون الحلقة 19 – الحقيقة العارية|الحلقة التالية: مسلسل أحبك بجنون الحلقة 21 – ثرثرة بنات >>

عن الكاتب

محمد عيد

مدرّس، كاتب، مطوّر مواقع الكترونية ويوتيوبر في العالم الرقمي. حاصل على الإجازة في الحقوق والعلوم السياسية من الجامعة اللبنانية ببيروت، ومهتم بالتنمية البشرية وتطوير الذات والأدب العربي والتقنية. أنشر قصص وروايات وقصائد واقتباسات وفيديوهات خاصة بي. جميع محتويات المدونة من ابداعي الشخصي وأنشرها بنفسي في أوقات فراغي .

أكتب تعليقك ورأيك