قصص وروايات

رواية سر هذه المرأة الحلقة 2 – حيرة

هذه هي الحلقة رقم 2 من أصل 25 حلقة في رواية سرّ هذه المرأة

قال لها:
أعلم أنك مريضة ويصعب عليك التفكير الآن لكني أحتاج لبعض المعلومات منك. والآن هيا. قولي لي ما هو اسمك ؟ وماذا كنت تفعلين في مكان الحادث ؟
وكررت إجابتها السابقة مضيفة عبارة أزعجتهما:
لا أذكر.. أنا لا أذكر شيئاً ..
وهمس يوسف: هذا ما كان ينقصنا !

***************************

في سيارته بدى الانزعاج واضحاً على مُحيّاه وهو يكلم رفيقه:
كنا نظن أنها مسألة بسيطة. نتحدث على هذه المرأة ونعرف منها كل ما نجهله عن الحادثة. نعرف على الأقل إسم الشخص الذي احترقت جثته. لكن يبدو أن المسألة تزداد سوءاً وتعقيداً.. الآن نحن لا نعرف اسمها حتى !
وافقه ربيع وهو يضيف: إصابتها في رأسها أفقدتها الذاكرة.. من كان يتوقع حصول هذا ؟
– الطبيب يقول انها قد تسترجعها قريباً لكني لا أظنه متأكداً.
قال يوسف: فقدان المرء لذاكرته قد يستمر سنيناً !

واضاف وهو ينعطف بسيارته في احد الشوارع: يجب أن نعرف هوية هذه المرأة.
وخاطبه بنبرة حازمة: ربيع سأتّكل عليك في هذا الأمر. لديك صورتها ولدينا جهاز كومبيوتر مركزي يحوي بطاقات الهوية لجميع اللبنانيين.

وأوقف سيارته متابعاً: أدخل صورتها، وباشر عملية البحث.

وانشغل يوسف حتى عاد إلى منزله مساء حيث تناول شيئاً من الطعام الذي يجهزه بنفسه ثم خلد إلى النوم.

كان عازباً، يعيش وحده، ويصر رغم تجاوزه الثلاثين عاماً على تكريس حياته لعمله.

يحب نصرة الحق والمظلومين، وتبلغ سعادته القمة حين يقبض على قاتل أو مجرم خطير ويزجه في السجن حيث يجب أن يكون.

وكيف لا يحب القانون ويموت دفاعاً عنه وهو الذي شهد عائلته تدفع أثماناً غالية بسبب فساد رجال القانون ؟

والده ارتمى في السجن ثلاثة عشر عاماً قبل ان تظهر براءته ..

كان يعمل عند رجل ثري قتل زوجته وألصق التهمة به ورشى المحققين فثبتت التهمة عليه.

ومن يومها دأبت والدته على العمل في الخياطة لتأمين احتياجاتها وابنها.

رغم ما عانياه من فقر أصرت على تعليمه وأصرّ هو على النجاح.

ولما نجح وكبر شأنه مات والده بعد تبرئته سنتين وماتت والدته من الحسرة بعد اقل من سنة.

وبقي هو وحيداً.

يتبع

تصفح الحلقات الحلقة السابقة: << رواية سر هذه المرأة الحلقة 1 – بداية غامضة|الحلقة التالية: رواية سر هذه المرأة الحلقة 3 – إحتمالات مجهولة >>

أكتب تعليقك ورأيك