قصص وروايات

حكاية زمردة الأميرة الأسطورة الحلقة 55

زمردة الأميرة الأسطورة
زمردة الأميرة الأسطورة
هذه هي الحلقة رقم 55 من أصل 121 حلقة في رواية زمردة الأميرة الأسطورة

فتح السجان باب السجن المظلم ورمى الملك “غسان” بداخله ثم أحكم إقفاله وهو يقول هازئاً: أهلاً بكَ في قصركَ الجديد.
فارتمى الملك على أرض السجن الباردة كجرذ حقير لا حول له ولا قوة. تطلّع حوله عساه يجد وسط هذا الجحيم المظلم أي بصيص أمل لكن دون جدوى. وكل ما خظي به هو رائحة كريهة أنفه مرغم على تنشقها وبرودة شديدة جسده ملزم بتحملها. وفوق كل هذا كان تفكيره منشغلاً بمصير ابنته وما يمكن أن يُلحقه بها “نديم” من أذى..
كان قلقاً، خائفاً، حائراً، متعباً..
نعم .. إنه يشعر أنه متعب بكامل أعضائه وحتى بروحه..
تنهّد.. وتنهد..
إنه يحتاج للراحة.. لكن كيف السبيل إليها؟..
أسند ظهره إلى جدارٍ اهتدى إليه بصعوبة ثم راح يتأمل حاله أين كان وأين أصبح..
من ملك ذو سلطة وجاه وخدم، إلى سجين وضيع حقبر، ومن قصر شاسع يعجّ بالفخامة، إلى سجنٍ ضيّق لا يزيد على بضعة أمتار لا يعج إلا بالحشرات والفئران.
وأنصت جيداً علّه يسمع صوتها فتؤنس وحدته.. آه.. أرجوكِ أيتها الفئران تكلمي.. أصدري أي صوت.. قومي بأي حركة.. عساه يشعر بوجود كائن معه يشاركه وحشته.. لكنه لم يسمع شيئاً.. حتى الفئران هجرت هذا المكان.
وشعر بضيقٍ شديد في صدره، وبأنّ وجوده هنا يخنقه، فنهض ليبحث عن أي فتحة في الحائط تطل على الخارج لكنه ما كاد يفعل حتى تفاجأ بصوتٍ يخاطبه: ليس سجناً جيداً. أليس كذلك؟
وتنبهت أذنه من فورها إلى أن هذا الصوت ليس جديداً عليها، فصاح قائلاً:

– من هنا؟!

فأجابه صوت هازىء: ومن سيكون سوى سجين مثلك.
وتأكد ظنه، إنه يعرف هذه النبرة في الكلام جيداً.
وبحث في جيوبه لعله يجد عود ثقاب واحد ينير له المكان ليلمح فقط وجه محدّثه.
هذا الأخير الذي أزعجه صمته فقال: ما بك؟ ألا تريد الكلام؟ لا تقل لي أنك من محبي الصمت!
ولحسن حظه وقع على ضالته، فسارع بإشعال العود وهو يقول: ليس الأمر كما تظن، أريد فقط أن أتأكد من أمر و..
ولم يتم عبارته لأنه فوجىء بصدق ظنونه، فصاح بذهول: “رامي”؟!
ونهض مذهولاً بدوره وهو يقول بعدما لمح وجه محدّثه: جلالة الملك ؟!! لا أصدق!

يتبع

تصفح الحلقات الحلقة السابقة: << حكاية زمردة الأميرة الأسطورة الحلقة 54|الحلقة التالية: حكاية زمردة الأميرة الأسطورة الحلقة 56 >>

أكتب تعليقك ورأيك