ولمّا أدرك ما حدث، قال بتلقائية: “نديم”.. لقد استيقظت؟!
– لكن ما الذي تفعله أنت هنا؟!
صاح الرجل المتألم بغضب: هل جئت تُمتِّع ناظرَيك بما حلَّ بي؟!
– لا “نديم” صدقني.
قال له بلُطف: هذه ليست نيتي.
– أنت حقيرٌ، قذر.
صاح به: لا شك أن سعادتك الآن لا توصف!
– “نديم” أنا لست سعيداً بما أصابك! إنها الحقيقة! بل على العكس تماماً أشعر بالأسف لذلك!
– الأسف؟!
سأله مُشكِّكاً: الأسف لا يكفي أيها النبيل! غادر غرفتي الآن!
ولم تُطق “زمردة” كل هذا الظلم الذي يقع على “أسامة”، فصاحت قائلة: “أسامة” لا يستحق هذا الكلام الجارح منك يا “نديم”! لقد أنقذ حياتك!
وكان لهذه العبارة رنين عجيب لم تدرك الأميرة أن مفعوله سيكون مدمِّراً!
إذ نهضت الوالدة من فورها وصاحت ب “أسامة” غاضبة: لا أصدق! أنت من فعل هذا به؟!
وارتدَّ “أسامة” إلى الخلف فزعاً، في حين صاح به “نديم” وقد تفجر الغضب في داخله: أيها المجرم! أنت من بتر ساقي؟!!
– كان هناك خطر على حياتك!
قال مدافعاً عن نفسه: صدقاني لقد اضطررت لفعل هذا!
– أيها الكاذب الحقير!
صاح “نديم” به وهو يرميه بمزهرية كانت موضوعة بجواره: أردتَ الإنتقام مني لأني سلبتك حبك القديم!
– لا.. لا..
قال بنبرةٍ دفاعية: هذا غير صحيح!
– أنت تغارُ مني! وتحقد علي!
قال بغضبٍ ممزوجٍ بالألم، ودموعه تجتمع مجدداً في عينيه: لهذا.. لهذا بترتها!
وصاح غاضباً وهو يرميه بوسادةٍ بجواره: أيها المجرم! كيف سأسير الآ،؟! كيف سأحكم مملكتي؟! كيف سأواجه الناس بساقٍ واحدة؟!
وساندت الوالدة ابنها بقولها: “أسامة”! ماذا فعلت بأخيك؟!
– ماذا فعلت؟! ماذا فعلت؟!
صرخ بغضبٍ وانزعاج: لقد أخطأت!
فهافت الوالدة بذهول: أنت تعترف إذن؟!
– أجل، لقد أخطأت.
قال لها: أخطأت لأني أنقذت حياته! كان يجب علي تركه يلاقي حتفه!
وبكى “نديم” متألماً، ووقفت الوالدة حائرة، ولوّن القلق نظرات “زمردة”، وقطّب “أسامة” حاجبيه وهمَّ بالخروج، لكن “نديم” استوقفه قائلاً: ستدفع ثمن ما فعلته بي يا “أسامة”! سوف أجعلك تندم! صدقني!
وانصرف الرجل غير آبه بتهديد شقيقه ووعيده.
وفور خروجه صبَّ “نديم” جامَّ غضبه على زمردة إذ صاح بها: هذا إذن ما خططتما له! تريدان جعلي عاجزاً لتستلما الحكم والسلطة وتمرحان معاً! أنتما نذلان قذران!
– “نديم” صدقني هذا غير صحيح!
قالت له بلطف: لو أردنا ذلك لما أنقذناك من الموت! ما حصل هو أن حالتك كانت خطرة، وكان بتر ساقك هو الحل الوحيد لإنقاذك! هذه هي الحقيقة!
– هذا ما تريداننا أن نصدقه!
صاح بها: لقد فعلتِها بي أنت أيضاً “زمردة”! إنتقمت لنفسك ولبلادك!
وعاد إلى البكاء، فاحتضنته أمه من جديد، وغادرتهما “زمردة” بهدؤ.
يتبع