بعد قليل كانت سيارة سامر تنطلق مسرعة في شوارع العاصمة وقد علا صوت الموسيقى الراقصة من داخلها وامتزج بصوت الضحكات المجنونة الرنانة.
وكان بداخل السيارة شخصان لا ثالث لهما.
السيد نفسه والآنسة خطيبته.
كان هو سعيداً لدرجة لا توصف، وكانت هي على المقعد بجواره تسند رأسها على كتفه وهي لا تكف عن الضحك والمزاح.
كانت زينة هناك بجسدها فقط، أما رشدها فقد ضاع مع الطعام المخمور الذي أكلته.
– أرأيت؟
قال لها وهو يداعبها:
– أليست الحياة أجمل هكذا؟ أليست الحرية جميلة!
– آه بالطبع..
قالت له بنبرة ثقيلة جداً:
– لكنك أجمل من عرفتهم على الإطلاق.
فابتسم وقد أعجبه كلامها وقال في نفسه:
– لم أتوقع أن يؤثر فيها الخمر لهذه الدرجة! يبدو أنها لم تشربه في حياتها أبداً!
وسمعها تقول فجأة:
– آه إنها أغنيتي المفضلة!
وصاحت بهستيرية!
ورفعت صوت المذياع أكثر فأكثر!
ثم راحت تتراقص بجسدها وهي على مقعدها ذاك، وتكرر كلمات الأغنية!
ولم يصدق سامر كل ما رآه.. أهذه هي الفتاة الرصينة التي خطط طوال الوقت للإيقاع بها؟!
ووجدها قد باغتته وسرقت قبلة خاطفة منه، فصاح بذهول وهو يحاول السيطرة على مركبته من جديد بعدما كاد المقود يضيع بين يديه وقال لها بتلهف:
– زينة أنت امرأة رائعة!
وأضاف العبارة التالية:
– إنتظري فقط حتى نصل إلى شقتي! سوف تكون ليلتنا مجنونة! مجنونة!
وكررها بصوت أعلى:
– مجنونة!!
يتبع