هذه هي الحلقة رقم 47 من أصل 79 حلقة في رواية أحبك بجنون

عندما فتحت زينة عينيها شعرت بألم شديد في رأسها وثقل كامن في جسدها، وتساءلت من فورها:
– ماذا جرى؟!
وأزعجها غثيان في أمعائها، فتأوهت.. ثم تلفتت حولها فرأت نفسها في غرفتها، وأيقنت أنها نائمة في فراشها، فاطمأنت وحاولت الإستسلام للنوم من جديد.
إلا انها ما لبثت أن نهضت بسرعة حينما سمعت آذان الظهر يصدح عالياً في الخارج.

ونظرت إلى الساعة خلفها فوجدتها قد تجاوزت الثانية عشر.
عندما خرجت من غرفتها تناهت إلى أنفاسها رائحة طعام زكية فتفاجأت بذلك وقصدت المطبخ وهي لا ترفع يدها عن موضع الألم في رأسها.
– أمي!
قالت وهي ترى والدتها مشغولة بتجهيز الغداء:
– ألم تذهبي إلى العمل اليوم؟!
وفور رؤيتها، تركت ما في يدها، وسألتها:
– زينة حبيبتي كيف أصبحت؟
– لا بأس.. أنا بخير..
قالت وهي تمكث على كرسي وحيدة في المكان:
– لكن ما الذي جرى لي أمي؟! أنا لم اعد أذكر شيئاً من ليلة امس سوى أني كنت أتناول الطعام برفقة سامر.
– آه.. الرجل المسكين.. لو ترين كم كان قلقاً بشأنك..
قالت لها:
– أحضرك البارحة محمولة على كتفيه وقال أنك فقدت الوعي فجأة وأنه أخذك إلى المستشفى ومنها أعادك إلى المنزل.
– مستشفى؟! لماذا؟! ماذا أصابني؟!
– قال لي سامر أنه هبوط في الضغط.. وأوصاني بأن أتركك نائمة حتى اليوم.. لقد كان حريصاً على عدم إزعاجك.
أجابتها وهي تعود إلى عملها:
– أخذتُ إجازة من عملي وقررت أن أعتني بك وبالمنزل هذا النهار.
فأومأت برأسها وشكرت والدتها قائلة:
– آسفة لأني أتعبتك وسببت لك القلق.
– لا يا عزيزتي.. لا تعتذري.. المرض ليس بيد الإنسان.. ثم لا تقلقي أنا سعيدة بالإعتناء بك وبأخيك.
قالت وهي تعانقها ثم تضيف:
– ما يقلقني حقاً هو حال شقيقك..
– رمزي؟! ماذا به؟!
سألتها باهتمام فردّت عليها:
– يبدو أنه عاد إلى السهر. البارحة لم يرجع إلى البيت إلا مع مطلع الفجر.. مازال نائماً حتى الآن..
فأطرقت الفتاة مفكرة قبل أن تقول:
– قد يكون أمر المنزل أقلقه لذلك خرج ليروِّح عن نفسه.
وأنهت الأم عملها فترافقت مع ابنتها إلى الصالة وهي تقول:

– عندما صلّيت الفجر دعوت الله لنا جميعاً.. وهو لن ينسانا ولن يتخلى عنا يا ابنتي.. علينا فقط أن نثق به. هو الذي رعانا وتكفّل بنا طوال هذه السنين.. لا يجب أن ننسى هذا.. عندما يشتدّ ظلم الإنسان، وتسودّ الدنيا في عيون المرء.. ينبغي ألا نفقد الأمل.. الرحمن الرحيم سيتدخل.. ينبغي أن نؤمن بهذا.. فهو ـ سبحانه ـ سيجود علينا بالرحمة والفرج القريب.

يتبع

تصفح الحلقات الحلقة السابقة: << مسلسل أحبك بجنون الحلقة 46 – في بيت الشر|الحلقة التالية: مسلسل أحبك بجنون الحلقة 48 – الحب طواعية >>

By محمد عيد

كاتب ومطور مواقع ويوتيوبر في العالم الرقمي، جميع محتويات المدونة من ابداعي الخاص وأنشرها بنفسي في أوقات فراغي . أتمنى لكم إقامة ممتعة مع بنات أفكاري ^_^

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *