أمضت زينة ليلتها في سهد وبكاء..
كانت حزينة لفقدانها سامر.. نادمة على تهاونها وتأخرها في الذهاب إليه..
لامت نفسها كثيراً..
– كنت مخطئة.
– كان عليّ مسامحته والرجوع إليه.
– لقد بالغت في رد الفعل ولم أحسب لهذا حساباً.. لكن.. ماذا كنت أنتظر؟!..
– طلبت منه بنفسي أن ينساني ويتخلى عني..
– ولقد فعلها..
واكتوت الفتاة بلهيب الغيرة:
– إنه الآن مع امرأة أخرى.. لقد أصبح لسواي!
– كان بين يدي..
قالت معنفة نفسها:
– وتركته يرحل!
ولم تنم ساعة واحدة..
كان الألم يعتصر فؤادها..
واليأس يتسلل إلى أحلامها وآلامها..
وهمست بتوجع:
– فقدت حلمي الأخير!
ولم تنفع محاولات سمر في التخفيف عنها أو التقليل من حدّة أحزانها..
كانت تعيسة جداً..
للمرة الأولى ترى الدنيا بهذا السواد القاتم..
لقد ضاع سامر..
وضاعت معه زينة..
– البكاء..
همست بقهر شديد:
– هذا كل ما بوسعي فعله!
ونطقت باسم محبوبها مراراً..
ودفنت رأسها تحت وسادتها..
ومع هذا.. لم تنم.
يتبع