كانت القصة في مقعد السيارة الخلفي تشع بوميض ذهبي غامض !
فجأة هبت الريح بقوة فتقلبت صفحات القصة وتضاعف وميضها !
غاصت السماء في بحر من الغيوم السوداء الكثيفة التي حجبت نور الشمس وبدت الدنيا كأنها وقت الغرب !
فعلق نبيل بتضايق: هذا ما كان ينقصني.
وراح يعبث بأجزاء المحرك محاولاً إصلاح العطل وهو يغني أغنية يحبها.
أما عماد فقد مكث في مكانه ينتظره وهو ينظر إلى السماء ويقول: الطقس رديء للغاية هذا اليوم.. من كان يتوقع أن ينقلب حاله بهذا الشكل ؟!
صمت قليلاً، ثم صاح بصديقه: هيا نبيل أنا أنتظر
لم ير نبيل بسبب غطاء المحرك لكنه سمع صوته يقول: كفاك صراخاً أنا أبذل جهدي.
لاذ بالصمت، وهو يشغل المذياع ويبحث عن أغنية جميلة ليسمعها لكن دون جدوى.. تمتم بتضايق وهو يبحث في زاوية سيارته عن اسطوانة الأغاني المفضلة لديه: لا شيء سوى الاعلانات.. ما هذه المحطات الاذاعية ؟ إنها دكاكين تجارة فقط لا غير ! أغنية واحدة ثم عشرات الاعلانات ! ليست سوى انحرافاً آخرا في عالمنا المعاصر !
“آه ها هو !” قال بارتياح وهو يهم بالتقاط الاسطوانة لكنه رأى حينها شيئاً ما لفت انتباهه فسارع بالتقاطه قائلاً بدهشة: لكن ما الذي أتى بهذا إلى هنا ؟!
هذا الشيء لم يكن إلا القلم الغريب الذي وجده عماد في قصر عمه وقام بكتابة القصة به.
“عماد!” صاح نبيل: شغل المحرك!
ترك القلم على المقعد المجاور له، وسارع بتنفيذ طلبه لكن السيارة لم تعمل.. فعلق عماد: لا شيء.
“نعم” قال وهو يتجه نحوه: لا شيء يبدو لي أن العطل أكبر مما نتصور.
أسند ذ راعيه على نافذة السيارة فأطل من خلالها على عماد وقال: ماذا تريدنا أن نفعل ؟
“لن نبقى هنا بالتأكيد” قال عماد: عليك أن تحاول مجدداً.
وسارع ليضيف: لكن أولاً أخبرني ما الذي أتى بهذا إلى هنا ؟
طرح عليه سؤاله وهو يمسك القلم ويبرزه أمامه: لقد كان في غرفة النوم بمنزلي.
“حسناً.. في الحقيقة..” قال نبيل بارتباك: كنت أسرح شعري أمام المرآة في غرفتك فلفت نظري إليه. لقد أعجبني فحملته هذا كل ما في الأمر.
صاح مستنكراً: دون أن تخبرني ؟!
“كنت سأخبرك” قال مؤكداً: ما كنت لآخذه دون موافقتك.
“حقاً ؟” سأله وعلامات الشك تقفز من عينيه: لو لم يسقط منك في السيارة وأجده هل كنت ستخبرني بأمره ؟!
فرد ضاحكاً: آه هيا عماد ! إنه مجرد قلم حبر !
دوى الرعد بعد عبارته الأخيرة، ثم شعر بيد ترتمي فوق كتفه وصوت رجل يقول: مرحباً هل تحتاجان للمساعدة ؟!
إنتفض نبيل في مكانه وأصدر صرخة رعب هستيرية أما عماد فقد ظهر تفاجؤه في عينيه وتقاسيم وجهه.
يتبع