ثم أطرق عماد مفكراً في الأمر، ومحاولاً الربط بين هذه الأسطورة وبين ما حدث ويحدث معه.
وحين استعاد الخبر بأكمله مرة بعد أخرى، تنبه إلى أمر لم يدركه قبلاً، إنه رقم محدد تكرر معه مرات عدة منذ أ، دخل القصر بل حتى قبل دخوله إياه..
وتذكر..
( أكد المحامي له بقوله: حين تدخلت الشرطة للتحقيق بالأمر وجدت عشر طعنات في جسده. )
( قال نبيل: غير معقول! رواية من تسعة أجزاء تنتهي في يوم واحد ! هذا أمر لا يصدقه عقل !
“أولاً الرواية ينقصها جزء لتنتهي وأنا لم أكتبه بعد.” قال بتضايق: وثانياً: ما حدث غريب لكنه حصل فعلاً. )
( “الحقيقة أن هذه الشمعدانات الفضية قد أعجبتني ” قال بصراحته المعهودة: لذلك أرغب بأخذ واحد أو اثنين منها وهذا لن يضر بالتأكيد فهي كثيرة العدد والمكان فوق الموقد بالكاد يتسع لنصفها..
وأضاف نبيل متسائلاً: لا أدري لماذا الإصرار على احتواء عشر شمعدانات مع أن الصالة يكفيها خمس أو ست لتنار بالكامل.)
ألقى عماد نظرة خاطفة على الشمعدانين اللذين استلقى طرفهما بالقرب من مؤخرة مقعده، ثم ألقى نظرة مماثلة على ساعة معصمه قبل أن يتمتم بذهول: اليوم هو العاشر في الشهر !
( عليك التأكد من أنه كتب قصة أثناء مكوثه في القصر. ستكون هذه القصة مرعبة ومؤلفة من عشر أجزاء)
(“وفي هذه الليلة بالتحديد ووفقاً للأساطير القديمة والحكايات الشعبية فإن مصاصي الدماء والمستذئبين وكل ما يعتبر جنساً من الوحوش يولد عند تمام العاشرة!)
وبدت نظرات رعب في عيني عماد
وتوهجت القصة من جديد منذرة بخطر داهم !
زاد عماد من سرعة سيارته وهو يفكر بما استنتجه للتو ويحاول الوصول إلى ما يزيده نفعاً في حل الغموض الذي أحاط ويحيط به طوال هذه الأيام.
في حين كانت القصة تتوهج بلونها الذهبي المريب !
“كل شيء بدأ بزيارة المحامي” قال مخاطباً نفسه: بدأ الغموض من وقتهغا. ألقى نظرة خاطفة على جثة صديقه، قبل أن يضيف بأسى: الآن فقط بت على يقين أن موت كريم لم يكن كابوساً كما ظننت. كان حقيقة وسعاد وريم هما حقاً كاذبتان!
إخترقت السيارة الطرق المعزولة بسرعة شديدة، والقصة بداخلها تومض أكثر !
وفجأة فتح نبيل عينيه ليظهر فيهما وهج أحمر مشع !
يتبع