قالت له: أتشرب الخمر عند الإفطار؟
فقالت الوالدة متدخلة: أفي ذلك عار؟
فأجابت الخمر ضار بالصحة، و يسبب أمراضاً أبصتها الكحة!
والتفتت الى زوجها و أضافت:
أرجوك مرجان عدني بألا تشرب بعد الأن.
فأومأ برأسه موافقاً، و أعاد الكأس إالى مكانها، فاغتاظت أمهمن تصرفه، و قالت:
لكنها عادتك منذ سنين!
فابتسم و قال: لقد تعهدت بأن أإير عاداتي السيئة من أجل ياسمين.
فانزعجت الوالدة لكنها أخفت الغضب، و لما غادرها ابنها و عروسه للهو اللعب، قالت لعتريس:
يبدو ان ما نريده لم يتم دون تعب!
أما الشابين فقد قضيا يومهما الأول كزوجين في بهجوة و مرح، و خطر لمرجان الخروج و على ياسمينة هذا الأمر اقترح، فبلغت بهذا الخبر أشد الفرح و قالت له: لنزر والدتي و عندها نسترح.
و سارا في عربتهما في موكب مهيب، فاجتمع الناس حولهما بين حاسد و ناقم و رقيب، و دخلا على كريمة فاستقبلتهما بالدعوات والزغاريد، و قدمت لهما كل ما لديها من فاكهة و خضار و تريد.
فقال مرجان هازئاً: لكن هل تظنيننا جائعين؟ لدي من الطعام أكثر مما لديك!
فحزنت العجوز، فقالت لها ابنتها: أمي. مرجان يقصد أننا أكلنا جيداً في القصر و لا نشعر بالجوع الأن. لكننا سنشرب ما تحضرينه لنا من شراب الرمان.
فنهضت كريمة و رفعت الطعام، فساعدتها ابنتها و همست في أذنها: أرجوك اعذريه، فهو لم يتعلم بعد أداب الكلام.
و لما غادراها لامت ياسمينة زوجها على مقولته، فأصر مرجان على موقفه و إهانته معتبراً أن لا خطأ في ما قاله.
فشرحت له و هما في العربة اين الصواب في كلامه و أين الخطأ، و رسمت له صورة المغرور التي يظهر بها أمام الناس، فأصابته الدهشة و الحيرة و الإنزعاج.
قال لها: أنه لا يفقه هذه الأمور.
فقالت له: زن كلامك واسأل نفسك هل سأنزعج لو قال لي أحد ما أقول؟
و أضافت: لو كنت انا من قال هذا الكلام لأمك لكنت ستثور!
فقال و هو ينظر من نافذة عربته: مسكين! إنه ميت!
فسألته: مذا تقول؟!
فأشار الى الخارج و قال بلا اهتمام:
هناك رجل ميت.
يتبع
