فصاحت من فورها: هذا ليس كلامك!لا!هذا ليس ابني الذي يتكلم! انها زوجتك! لا شكّ انها هي من حشى رأسك بهذه العبارات التافهة!
و نفى مرجان مزاعمها، فهدّأت من روعها ، و قالت له و كأنها تستعطفه: ولدي الحبيب..أنا أمك و أفهم أكثر منك في شؤون الحياة و في حكم العبيد و البلاد..صدقني..الأمور هكذا جيدة…لا بل جيدة جداً..و أنت حين تتوج و تحكم..ستسير على نهجي و خطاي و ستطبق قوانيني أنا..أرجوك..لن تدع تعب السنين يضيع أدراج الرياح..
و ربتت على كتفه و مسحت رأسه بلطف و قالت:
لا تشغل بالك بمشاكل الناس. إذهب الأن إلى غرفتك لترتاح.
و رجع الى مخدعه، فاستقبلته زوجته، و علمت منه بكل ما صدر عن والدته، فقالت له أنه إن أراد أن يكون ملكاً حقاً فعليه أن يفرض إرادته على الجميع، وأن لا يسمح لهيبته بأن تضيع، قالت له:
عليك أن تكون كما القصر المنيع! عندما تأمر فعلى الجميع أن يطيع!
ثم عملت على إقناعه بأن الخطأ يصيب الجميع، و الإنسان مهما بلغ من الخبرة و الحكمة لا بد من أن يتوه في أحيان عن جادة الحق و يضيع، لذلك يكون تدخل الأخرين لتصحيح مساره و لتحسين الصنيع!
و خلصت الى ان من واجبه أن يحمي امه من نفسها ، و يصحح لها أخطاءها و بالقوة ان لزم الأمر. و كررت أمامه العبارة التي تغريه: ستغدو ملكاً و عليك أن تعتاد كيف تنهي و تأمر !
و بدى الأمير مقتنعاً بكلامها سعيداً راضياً به، ووعدها بأن يتحدث الى والدته من جديد إنما غداً حتى لا تنزعج أو تشك أو تنتبه!
ثم ان ياسمينة لاطفت مرجان و داعبته، و دللته و لاعبته، و سقته أطيب أنواع العصير ومن أشهى الأكلات أطعمته، ولم تترك بيت غزل أو حب إلا و ذكرته، فبلغ بها زوجها أقاصي السعادة، و شعر أن حبه لها في زيادة.
هذا ما كان من أمر الأمير و زوجته، أما ما كان من أمر الملكة والدته فلقد طلبت عتريس و أخذته في خلوة، و صارت تشتم و تلعن و تصرخ بقوة.
قالت له: تلك الملعونة ستدمر كل شيء! لقد سبته عقله بل هي تتحكم به كيفما تشاء! القذرة! ستهد كل ما بنيته طوال السنين!
يتبع
