عند انتصاف الظهيرة ردّت وفاء على اتصال هاتفي وصلها من أمينة السر نفسها ، فقالت لها باهتمام : ما الجديد لديك ؟
وجحظت عيناها لما وصلتها الأنباء الهامة ، فأقفلت الهاتف ، ونهضت تبدل ملابسها وهي تصيح بغضب : تلك اللعينة ! ما الذي تريده مني ؟!
وخرجت على عجل وهي تضيف : لن أدعها تحصل على شيء !
وقادت سيارتها بسرعة وتهور حتى ركنتها بجوار مقر عمل زوجها ، وترجلت منها وهي ترتجف من الغيظ .
وكان نادر يدرس مع ريم ملفاً من الملفات في مكتبه ، حين وصلت زوجته وسألت أمينة السر عن مكانهما فاشارت إليها أنهما في الداخل . فلم تتردد لحظة في الإندفاع نحو الأمام ، وفتح الباب بعنف فتفاجأ الإثنان ، وصاح نادر : وفاء ماذا تفعلين هنا ؟!
فدخلت لتقف قبالة ريم وهي تصيح : بل ما الذي تفعله هذه المرأة هنا ؟! في مكتبك ؟ معك؟!
– ” إننا ..” ردّ بارتباك : إننا نعمل معاً .
فقالت بغير تصديق : تعملان معاً أم ..
ولم تمهلها ريم قول المزيد إذ صاحت بها : أنا لا أسمح لك بأن تشككي بشرفي وأخلاقي يا وفاء !
– ” آه حقاً ؟! ” قالت هازئة : إذن كيف تبررين وجودك هنا مع زوجي ؟
– ” أنا أعمل هنا !” قالت لها : هذا كل ما في الأمر !
فردت بغضبها نفسه : نت هنا لسبب واحد ! تريدين سرقة زوجي !
– ” ولماذا قد أفعل هذا ؟!” ردت وقد أصابها الغضب : أتظنين أنني مثلك أقوم بسرقة الرجال من الآخرين !
فاستشاطت وفاء غضباً وهجمت على ريم تضربها وتشدها من شعرها بوحشية فصرخت متأوهة وصاح نادر : وفاء توقفي !
وسارع إلى القبض عليها وإبعادها عن ريم ثم إخراجها من المكتب بالقوة وهو يقول : إهدئي ! أيتها الحمقاء ! تعالي معي !
أما ريم فقد انهارت باكية على كرسيها ، قبل أن تسارع بمسح دموعها ومغادرة المكان بصمت .
فابتسمت أمينة السر وقالت : يبدو أنها ذهبت إلى غير رجعة !
*****
ودخلت ريم منزلها حزينة باكية ، وارتمت في أحضان نعيمة فور لقائها وهي تتأوه ، فتفاجأت بها وسألتها بإشفاق : بنيتي !! ماذا أصابك ؟!
أما نادر فقد انطلق بسيارته وهو يصيح بزوجته : لكن ماذا أصابك ؟! هل جننت ؟!