ثم إستطرد يسألها : لا شك أنك كنت في المنزل يوم توفي السيد سعد .. أليس .. وقاطعته : أجل .. كنت قد وصلت لتوي وأردت تجهيز طعام الإفطار لكن السيدة ريم أبت ذلك وقالت أنها ستحضره بنفسها .
– وهل تركتها وحدها في المطبخ ؟
– ” نعم ..” أجابته : حضّرت إفطار السيدة الكبيرة الخاص وحملته لها .. ولما عدت كانت السيدة ريم قد غادرت المطبخ .
– و .. ألم تلاحظي أي شيء خلال هذه المدة ؟
– مثل ماذا ؟!
– أي أمر مختلف أو مميز ..
– نعم عرفت .. لكني لست من جهز الإفطار .. قلت لك .. ولا العصير .. كله حضرته السيدة ريم . وبصراحة .. الأمر غريب ..
– سألها باهتمام : أي أمر ؟
– ” قصدت وفاة السيد بالعصير !” أجابته : هو لم يكن يحبه مطلقاً .. لقد كان الشاي هو شرابه المفضل عند الصباح .
فأومأ برأسه وهمّ بقول شيء، لكن نعيمة علقت على الأمر بقولها : على عكس ريم .. كوب العصير هو أهم شيء بالنسبة لها .. ختى أنها كانت تفضله على الطعام !
فأومأ برأسه مجدداً، وقال للخادمة : هل تعتقدن أن أحداً ما دخل المطبخ خلال فترة غيابك ؟
– ” نعم ..” قالت له : أظن أن السيد هيثم دخل إليه .. لأني رأيته يتناول شطيرة من الجبن مع المربى .. يبدو أنه حضّرها بنفسه .. على غير عادته ..
– ” وهذا غريب .” قال للخادمة : أليس كذلك ؟
– بلى .
قالت وهي تنهض عن كرسيها : لقد تأخرت . وعليّ الذهاب إلى عملي .
– ” تمهلي للحظة .” قال لها : هل تعتقدين أن السيدة ريم هي القاتلة حقاً ؟!
– ” لقد قلت كل ما أخبرتك به للشرطة .” أجابته : كما أخبرتهم أن السيدة وزوجها كانا على خلاف دائم .. وقد تكون .. هي .. من يدري ؟ ..
ولما غادرت الخادمة، قالت نعيمة التي بقيت في مكانها : إذن .. هل ساعدتك في شيء ؟
– ” بالتأكيد .” أجابها ولم يشرح لها سرّ إجابته : بل أضاف : أشكرك على جهدك لإحضارها .. لقد كان ذلك سريعاً .
– ” لا تشكرني أنا .. فسرعتي هذه كانت هيام وراءها ” قالت له : إنها تعرفها جيداً . وقد طلبت منها البارحة هذه الخدمة ونفذتها لها .
– ومن هي هيام ؟!
– الخادمة في منزلي .. لقد رأيتها حينما جئت تزورني .
– ” آه أجل .. تلك الصامتة دوماً .” قالت له : إنها بكماء ! تسمع جيداً لكن تعجز عن الكلام .
– ” آه ! مسكينة !” علّق متفاجئاً : لا بد أنها تعاني من مشاكل في التواصل مع الآخرين .
