بعد سبع سنوات …
” بريئة !” صاحت ريم وهي تقف أمام أمام محقق المباحث :
صدقني لست أنا !
“أنا آسف .” قال لها : كل الأدلة ضدك أنا مضطر لاحتجازك هذه الليلة وترحيلك غداً إلى النيابة !
” لكني بريئة !” صرخت باكية : صدقني لست من فعل ذلك ! أنا بريئة !
في اليوم التالي، دخل نادر إلى مكتبه فحيته أمينة السر،وقدمت له فنجان القهوة الصباحي، ثم قرأت عليه مفكرة اليوم، وتركت أمامه الصحيفة والبريد
ورجعت إلى مكتبها .
فأمسك بالصحيفة ليطالعها، لكن رنين هاتفه النقال قطع ذلك عليه، وأجاب بانزعاج بعدما ألقى نظرة خاطفة على الرقم المتصل : نعم يا وفاء ؟ ماذا هناك ؟ لقد كنت معك للتو .. ماذا طرأ؟!
” تذكرت موعداً للتو عند المزيّن ..” قالت له : وكنت أريد أن أطلب منك المرور على الحضانة لأخذ مازن .
فتأفف الرجل سراً وقال لها : ومتى ينتهي دوام الحضانة ؟
” الواحدة .” قالت باستعجال : أنا ممتنة لك !
وأقفلت الهاتف من فورها، فأقفله بدوره وهو لا يكف عن التأفف واحتس بعض القهوة، ثم عاد إلى صحيفته .
وتصفحها طويلاً قبل أن يقع بصره على عنوان وصور أذهلته وجذبت اهتمامه : ” إمرأة تقتل زوجها بالسم “!
وتمتم : غير معقول !
ثم خرج مسرعاً من مكتبه، وقال لأمينة السر وهو على عجل : ألغ كل مواعيدي لهذا اليوم لدي عمل طارئ وهام . إعتذري للجميع !
وغادرها فمكثت في دهشة تقول : لكن ماذا حصل له ؟!
وفي سيارته، إنطلق نادر مسرعاً وهو يسترع ما قرأه للتو ويدرسه بدقة، وهو يقول في نفسه :
لا يمكن بعدما تذكر أمراً من ماضيه، عاد يشكك :
أتراني كنت مخدوعاً بها لهذه الدرجة ؟!
وتنهد بحيرة ..
دخل السجّان إلى السجن ونادى على إحدى السجينات ريم ! فنهضت من فورها واتجهت مسرعة نحوه وهي تقول :نعم .. هذه أنا .
فقال لها : زيارة !
وتفائلت الفتاة بزائرها، وتأملت الخير منه، وسارت مع الرجل نحوه، فإذا بها تصيح مذهولة حين تراه : نادر !
وتركهما المفتش وحيدين، فبادرها القول : كيف حالك يا ريم ؟
” أنا .. أنا كما ترى ” قالت أما ترى .” قالت له وما تزال تحت وقع الصدمة : لماذا .. لماذا جئت ؟! وكيف عرفت ؟!
” هذا ليس مهماً الآن .” قال لها : أخبريني .. ما الذي أوصلك إلى هنا ؟
تجلست وقالت بنبرة مخمورة : وهل يهمك الأمر حقاً ؟
” لو لم يكن يهمني لما كنت هنا .” قال لها بجدية بالغة : لقد راعني حقاً ما قرأته في الصحف !