ودخلا عليه فوجداه نائماً، وسالت دموع الأم وهي تتأمله وتتمتم : الحمد لله .. الحمد لله ..
ولما فتح عينيه، وجدهما حوله، فابتسم وقال :
أنا آسف لأني سببت لكما القلق والخوف .
” لا تقل هذا يا نادر .” قالت والدته : المهم أنك بخير .
وقال له والده : لكن ماذا حصل يا ولدي ؟
فأجابه وهو شارد الذهن : ما حصل هو أنني كنت في نفق أسودمظلم .. ولقد خرجت منه .
” لن تصدق من اتصل بي اليوم .” قال هيثم لابنه سعد : إنه والد ريم .
” حقاً ؟!” سأله بدهشة وهو يجلس بجوارها : ماذا أراد منك ؟
فقهقه الرجل وقال : لقد كلمني عن خطيب ابنته المخادع طويلاً .. يبدو أن ما فعلناه أتى بنتائج باهرة لم نكن نتوقعها حتى . تصور .. لقد فسخت
الخطبة فيما بينهما وباتت ريم حرة من جديد .
” هذايناسبني .” قال له : آن الأوان لألعب دوري .
الليلة سنزور الفتاة ووالدها، ونكرر عرضنا السابق .
فابتسم الشاب وقال : تقصد .. نطلب ” القرب ” .
عند صباح اليوم التالي، زارت وفاء نادر في المستشفى، وهي تحمل باقة من الأزهار وعلبة حلوى فاخرة . وقالت له أنها زارت
منزله وعلمت من أمه بمصابه فجاءت من فورها, ثم سألته بكثير من الإهتمام عن حاله وصحته . فقال لها أنه لا يعاني من أي سوء لكن الأطباء أصروا على بقائه في المستشفى اللية الماضية للتأكد من أن الحادث الذي وقع قد مضى على خير بجميع آثاره السلبية . وشكرها على الورود، ثم قال لها : على فكرة آنسة وفاء . لقد كنت طيبة معي للغاية . لم يقف أحد بجانبي سواك .
لا تشكرني يا دكتور نادر ” قالت مبتسمة : لقد فعلت كل ما فعلته بكثير من المحبة والإقتناع .
وأضافت : لو كان بإمكاني فعل المزيد لأجل إسعادك لما ترددت .
فابتسم الشاب، وقبل أن يعلّق على كلامها، دخل عليهما زميله جورج وهو يقول : نادر ماذا جرى ؟!
ولعنته وفاء ألف مرة !
بعد أقل من شهر .. طالع نادر في الصحيفة اليومية التي يقرأها خبراً مزعجاً . زواج ريم من إبن خالها سعد !
وكان الخبر مرفقاً بصور عن حفل زفاف .
فاستشاط غضباً وغيظاً، ورمى الصحيفة من يده، وتمتم :
طبعاً .. إبن خالها هو الشخص الأنسب ليداري فضيحتها ويحمي العار الذي تسببت به لنفسها ولعائلتها .
وأضاف : أنا أيضاً سأتزوج .. ولدي المرأة المناسبة .