ولذلك كان لا بد من التحدث إلى خطيبك لمعرفة موقفه .
” تحدثت إليه بهذا الأمر ؟!” سألتها باهتمام : وماذا قال لك ؟!
” الحقيقة أني لم أكن راغبة بإطلاعك على ما باح لي به .” أجابتها : لكن ما دمت قد علمت بلقائنا سأضطر لذلك .
فأومأت برأسها، فقالت وفاء : قال أن المرأة تلك والطفل الذي تحمله هما زوجته وابنه حقاً، وأنه كان راغباً بتصحيح عقد الزواج
الذي يربطه بهما بعد زواجه بك .
فهبّت من مكانها مذهولة وصرخت مستنكرة : كيف ؟!
فقالت لها : لقد برد موقفه بأن الشرع يسمح له بأربع زوجات وأنه لا مانع من أن يقترن بتلك المرأة وبك معاً . قال لي أته مضطر لذلك إكراماً لولده .
” الشرع يقبل بذلك لكن أنا لا يمكنني أن أقبله !” قالت وعينيها دامعتين : ألم يفكّر بي ولو للحظة واحدة ؟!
” إهدئي أرجوك يا صديقتي .” قالت لها مواسية وهي تربت على كتفها : بعض الأشخاص لا يستحقون ما نبذله لأجلهم .
ووضعت الفتاة رأسها بين كفيها وأجهشت بالبكاء وهي تقول :إذن كان ذلك صحيحاً ! كل ما قالته كان صحيحاً ! لقد خدعني طوال السنوات الماضية وقد كنت غبية فصدقته وأغرمت به !
” أنا آسفة لأجلك كل الأسف .” قالت لها : أخبريني ما الذي يمكن فعله لمساعدتك ؟!
فمسحت الفتاة دموعها وقالت : لا ..لا بأس يا عزيزتي .. أنت لا يمكنك فعل أي شيء .. أنا شاكرة لك .
لكنها استدارت مضيفة : بلى .. بلى يا وفاء .. تستطيعين مساعدتي .
ونهضت على الفور !
كان نادر وحيداً في منزله حين إشتهت نفسه كوباً من الشاي فنهض إلى المطبخ ليجهزه لنفسه . ولما وضع الإبريق على النار
سمع رنين جرس الباب .
فعاد إلى غرفة الجلوس ليفتحه، وتفاجأ برؤية الطارق، فقال أنت ؟!
” نعم هل أزعجتك ؟” أجابته وفاء وهي تدخل : على كل حال أنا آسفة .
” لا .. آنسة وفاء لست منزعجاً .. لكني مندهش لمجيئك .” قال لها وهو يقفل الباب : أقصد أننا كنا معاً هذا الصباح .
” أجل .. أفهمك ..” وجلست مضيفة : الحقيقة أنني اضطررت للمجيء مجدداً .
فسألها : كيف ؟! أنا لم أفهمك !
وقبل أن تجيبه، علا صوت صفير إبريق الشاي، فاستأذنها للحظات وغادرها إلى المطبخ .