ولم تعجب بموقفه، لكنها لم تملك أن تقول شيئاً أو أن تعترض، فاكتفت بزمّ شفتيها والسيربعيداً عنه .
ودخلت غرفة الفتاة بعدما سمعت رنين هاتفها النقال، فوجدته بين يديها ورأتها تتأمله بعينين احمرتا من شدة البكاء، فقالت لها :
ردي يا ابنتي ! أجيبي عليه ! أريحي نفسك وأريحيه !
, فرمت الهاتف بقوة، فسقط أرضاً وتهشم .
إنه السيد ( نادر )، أليس كذلك ؟” قالت لها : ألم يكن من الأفضل لكليكما أن تتحدثي إليه !
فصاحت بها : أبعد كل ما عرفته عنه تريدينني أن أتحدث إليه ؟!
وبكت مضيفة : سنواتع من الحب كانت كلها وهماً ! لقد خدعني .. لا أصدق أنه كان متزوجاً ..و .. ولديه طفل !
” لكن يا عزيزتي .. ما الذي يؤكد لك أنه فعل ذلك ؟!” سألتها : ألم تتساءلي لماذا استمر في علاقته بك ولماذا أراد الزواج منك وهو متزوج بأخرى ولديه طفل منها ؟!
” قد يكون فعل كل هذا لأجل ثروة ومركز والدي !” قالت والقهر يلوّن ملامحها : وحينها يكون ظن خالي صحيحاً !
فاقترب منها العجوز ولفتها بذراعها ثم قالت لها :
أعيدي التفكير يا ( ريم ) واسألي نفسك هل تصح هذه الظنون بالرجل الذي أحببته طوال سنين ؟!
ولم تجبها بل بدت حائرة كل الحيرة ! ولما طال صمتها، قالت لها : على ذكر خالك . إتصل إبنه ( سعد ) واطمأن عن أخبارك وطلب مني أن أبلغك سلامه .
” أجل . إتصل بي عبر النقال، لكني لم أجبه .” قالت لها : لم أرد سوى على إحدى صديقاتي .
وأضافت بغموض : وجيد أني قد أجبت !
وقبل أن تشرح لنعمة سبب كلامها، دخلت إحدى خادمات المنزل وأخبرت ريم بوصول صديقتها لمقابلتها .
” وفاء ؟!” صاحت الفتاة بدهشة وهي تقف أمام ضيفتها : كيف تتجرئين ؟!
” لكن ما بك يا ريم ؟!” سألتها بتعجب : ما هذا الإستقبال ؟!
” ألم يعجبك ؟!” قالت محتدة : وكيف تريدينني أن أقابل الفتاة التي كانت تقابل خطيبي دون علمي ؟!
فصدمت وفاء وارتبكت لكن مكرها ساعدها وأنقذها من موقفها المتأزم إذ قالت : هذا صحيح ! لقد قابلت الدكتور نادر لكن ليس لأسباب خاصة كما تشكين بل لأجلك !
فتفاجأت ريم وهمست : لأجلي ؟!
” أجل ..” أجابتها : كانت رغبتي وهدفي من اللقاء هو التوفيق بينكما ومعالجة الخلل الذي أصاب علاقتكما ! فهل يكون هذا جزائي منك ؟!
” أنا آسفة .” قالت معتذرة : أرجوك إقبلي اعتذاري يا وفاء . لقد كنت مخطئة عندما شككت بك !
” لا بأس .” قالت لها : أنت صديقتي العزيزة وأنا أعتبرك كأخت لي وسأسامحك هذه المرة.
وأضافت : وبسبب محبتي لك قمت بهذه المبادرة من تلقاء نفسي .
أخبرتني أن امرأة جاءت إلى الزفاف وقالت ما قالته عن علاقتها مع الدكتور نادر ولهذا السبب تم توقيف كل شيء وباء العرس بالفشل .