ورأتهما من بعيد صديقة ثانية لريم، فتفاجأت بجلوسهما معاً خصوصاً وأن نادر كان يرفض مجالسة فتاة أخرى سوى مخطوبته،
فحملت هاتفها بسرعة وطلبت رقم ريم .
وفي منزله جلس هيثم يحادث إبنه سعد قائلاً : الطريق بات ممهداً لك يا بني لتدخل على خط قلب ابنة خالتك . أوهمها أنك تحبها وأنك تتأسف لمصابها
دعها تتنبه إلى أنك تهتم بها كثيراً .
فأومأ الإبن برأسه وقال : سأفعل ذلك . إطمئن .. سأدعها تنس ذاك الرجل . في البداية رفضتني لأنها كانت تحبه، لكن الآن .. الوضع بات مختلفاً .. وأضحت الطريق شبه سالكة نحوها .
” الثروة التي يملكها والدها طائلة ! وستؤول إليها من بعده !”
قال هيثم : إن حصلت على الفتاة فإنك ستحصل على الحياة والعز لمدى الحياة .
وأضاف بجشع : بمالها سنوسع شركتنا ونطورها وسنفتح فروعاً لها في الخارج و..
وقطع كلامه فجأة ليقول : أتعلم يا سعد ؟
إنهض الآن وكلمها بالهاتف ..
” أكلمها الآن ؟!” سأله بدهشة : وماذا سأقول لها ؟!
” أي شيء ” قال له : أي كلام لطيف ومعسول سينفع الآن وسيكون له مفعولاً سحرياً .
” كيف حالها الآن ؟! ” قال السيد ( أمين ) لنعمة قاصداً ابنته :
هل تحسنت ؟
– لم تأكل أي لقمة من الطعام منذ الصباح !” قالت له بحزن : ولم تغادر سريرها .
فتأفف وقال : وماذا بعد ؟! هذه الفتاة ستقتل نفسها !
” الحقيقة أن الصدمة كانت قوية عليها .” قالت له : ألم تعلم إن كانت تلك المرأة صادقة أم لا ؟! أقصد هل تأكدت من توقسيع السيد ( نادر ) على ورقة الزواج العرفي التي كلنت تحملها ؟!.
” وأين هي هذه الورقة ؟! بل أين هي هذه المرأة ؟!” قال بانزعاج : لقد إختفا معاً .ظهرا وزلزلا كل شيء .
ثم .. بف ! .. لا شيء ..
” أليس من المعقول أن تكون كاذبة فيما ادعته وخشيت إفتضاح أمرها فهربت ؟!” سألته : خصوصاً عندما طلبت منها ورقة الزواج ؟!
” معقول !” قال لها وكأنه يحدث نفسه : كل شيء معقول .
” آه سيد ( أمين ) ” قالت له : أتسمح لي باقتراح ؟!
تكلمي يا ( نعمة )، أ،ت لست غريبة . لقد ربيت ( ريم) منذ طفولتها .
” لماذا لا تقابل السيد ( نادر ) وتواجهه بالحقيقة ..” قالت له :
إسرد له كل ما جرى واسمع ما يقوله لك .
” في الواقع أنا فكرت بهذا الأمر .. لكن ليس الآن ..” قال لها : ليس قبل أن تسترد( ريم ) اتزانها ووعيها الكاملين .. فأنا لن أقوم بهذه الخطوة لوحدي .. ليس قبل مشاورتها والحصول على موافقتها ..
– لكنك والدها ..
– لكنها حياتها وليس بوسعي أن أقرر عنها .. هي من هرب من الزفاف وهي وحدها ستقرر الخطوة التالية .. كل ما يمكنني فعله هو نصحها .