حب وعذابحب وعذاب
هذه هي الحلقة رقم 11 من أصل 63 حلقة في رواية حب وعذاب

ووقفت بالباب وقالت : صدقني أنا أعرف ريم أكثر منك، وما أخبرتك عنها هو الحقيقة بلا زيادة ولا نقصان ..

” كفاك بكاءً يا ابنتي .” قالت نعيمة وهي تجلس بجوار ريم في السرير ” خذي هذا الكوب من العصير . صدقيني .. سيفيدك .”

” لا أريد شيئاً .. لا لا أريد شيئاً .” صاحت باكية وهي لا ترفع رأسها عن الوسادة : دعيني وحدي .

ودخل عليهما والدها، فحاول التخفيف عنها بقوله : عزيزتي ريم .. نحن لم نتأكد بعد من كلام تلك المرأة .. لا داعي لأن تعذبي نفسك من أجل كلام غير مثبت ! ألم تعلمك الحقوق أن المتهم بريئ حتى تثبت إدانته !

ولم ترد عليه فخرج من عندها غاضباً وهو لا يدري ما يفعل لأجلها .

وبقيت هي تجهش بالبكاء، بعدما أفقدتها المفاجأة كل اتزان !

فقالت لها نعيمة : يا ابنتي والدك محق، أليس من الممكن أن تكون تلك المرأة كاذبة وأن يكون كل ما قالته عن السيد نادر هو افتراء ؟!

” يا ابنتي الدنيا حافلة بالأشرار .. الذين لا يرغبون برؤية الآخرين سعداء !”

” هكذا ؟! ببساطة وبدون أي مبرر ؟!” قالت مستنكرة : تأتي مع طفل معها، وتدعي أنها زوجته وأنه إبنه، بدون أي سبب ؟! آه !

ما هذا الكلام السخيف ؟!

فنهضت العجوز العجوز وقد أزعجها تعبير الفتاة وقالت : كلام سخيف ؟!

وهمست بصوت حزين : سامحك الله !

وغادرت، فعادت الفتاة لأحزانها ولم تبال بها .

عند ظهيرة اليوم التالي، كان نادر يجلس برفقة وفاء في أجد المطاعم المجاورة للجامعة ويقول لها :

شكراً لأنك لبيت طلبي وجئت . أنا أقدر لك هذا .

” لا داعي للشكر يا دكتور نادر ”

قالت له : فأنا أكون سعيدة برفقتك !

ولامست يده بحنان فلم يمانع وقالت له :

تكلم .. أفصح لي عن كل ما يتعبك .. أنا مستعدة لسماعك ..

” الحقيقة أنني لم أنم مساء البارحة !” قال لها : أمضيت الليل في التفكير بكل ما جرى وبكل ما بحت لي به ..

وصمت فقالت له : وما زلت لا تصدق .. أنا أفهمك .

ثم سألته : أخبرني هل إتصلت بك ريم ؟

أو حتى والدها الأستاذ أمين ؟

ولم يجبها، فقالت : أرأيت ؟!

” لكنني لا أصدق .” قال منزعجاً : عقلي يرفض كل ما يحدث ! كل هذه السنوات من الحب والعشق كانت كلها .. مزحة ؟! أتكون ريم بهذا القدر من الخبث والشر ؟! لا .. لا .. غير صحيح ..

فأومأت وفاء برأسها وقالت : أنا أتفهم موقفك . في الواقع الحقيقة قاسية جداً ..

” والعم أمين هل يعرف الحقيقة ؟!” سألها فأجابت : لا، ألم تره كيف انقلب حاله عندما فرت ابنته من الزفاف . لا شك أنه مصدوم من الحقيقة ..

” لا .. لا.. آسف آنسة وفاء لكني عاجز عن تصديقك .” قال لها :هناك شيء غير منطقي في هذا كله !

ومسح وجهه بكفيه وهو يسمعها تقول : صدقني .. أفعال بعض الناس قد تصيبك بالجنون ..

تصفح الحلقات الحلقة السابقة: << حب وعذاب – مسلسل عاطفي | الحلقة التاسعة|الحلقة التالية: حب وعذاب – مسلسل عاطفي | الحلقة الحادية عشر >>

By محمد عيد

كاتب ومطور مواقع ويوتيوبر في العالم الرقمي، جميع محتويات المدونة من ابداعي الخاص وأنشرها بنفسي في أوقات فراغي . أتمنى لكم إقامة ممتعة مع بنات أفكاري ^_^