دخلت الخادمة على الفتاتين اللتين كانتا تتبادلين حديثاً شيقاً وقد قدمت لهما كأسي العصير ثم إنصرفت بعدما تلقت أمراً من إحداهما بتجهيز مائدة الغداء .
فقالت الأخرى : لا داعي للغداء . أنا لست جائعة .
فقالت جائعة أو لا، سوف تأكلين ! لن تهربي مني يا ( وفاء) هذه المرة .
وشربت القليل، ثم أضافت : ثم نحن يجب أن نتغذى جيداً لأن أمامنا فترة إمتحانات رهيبة ومرهقة .
” آه ! لا تذكريني أرجوكي !” قالت وفاء : أنا خائفة جداً يا ( ريم ) إن فشلت في هذه السنة فسأموت من الحزن .
فابتسمت الفتاة وقالت : لقد نجحنا في السنوات الثلاثة الماضية من الدورة الأولى لذلك لا داعي لكل هذا الخوف .. سوف نحقق إنتصارنا هذه السنة أيضاً، وسنحصل على الإجازة في الحقوق أخيراً .
فقالت وفاء ولمَا تطمئن : أتمنى هذا .
وجلستا على مائدة الطعام وريم تقول :
ستتذوقين الآن طعام الخالة ( نعمة ) وستدركين كم هي ماهرة !
فابتسمت العجوز وهي تسكب لهما الحساء ولم تعقب .
وقالت وفاء : والعم ( أمين ) ألن يأكل معنا ؟
فأجابت ريم : أبي ؟ لا . كما ترين لم يصل بعد . وعندما يتأخر في العودة إلى المنزل في هذا الوقت فهذا يعني أنه سيأكل في الخارج . لا شك أن لديه قضية شائكة يدرسها في مكتبه وباشرا تناول الطعام، و وفاء تقول : لا شك أنك ستقومين بالتدرج على المهنة عنده .
” بالطبع .” صاحت الفتاة قالت لها وستأتين معي .
” أحقاً ؟!” صاحت الفتاة بتفاجؤ وهي تترك الطعام : هل وافق والدك على أن أتدرج في مكتبه ؟
فابتسمت ريم وقالت : نعم . لقد كلمته بالأمر البارحة وأقنعته . لقد قلت لك . والدي يحبني وهو طيب القللب
وهو وهو طيب ولن يرفض لي أي طلب .
وأضافت : ما رأيك بهذه المفاجأة ؟!
فعادت إلى طعامها وقالت : إنها رائعة وتفتح الشهية !
وبعدما فرغت الإثنتان من الأكل، جلستا بجوار المدفأة وهما تحتسيان فنجان شاي ساخن .
وقالت وفاء : الطقس هنا ما زال بارداً بعكس بيروت .
” هذا صحيح .” قالت ريم : لكن المكان أكثر هدوءاً، وأجده الأنسب للدرس .
” أجل ” قالت وهي تتأمل المكان بعينين تفيضان غيرة وحسداً : على ذكر الدرس، ما هي أخبار( نادر )
مع رسالة الدكتوراه التي يحضرها ؟
فتنهدت قبل أن تبتسم وتجيب : المسكين، لا شك أنه يعاني الأمرين الآن . مستقبله كله يتقرر يوم غد .
يتبع