– لقد قسّمنا الجند الى خمس فيالق.
قال قائد الجند للملك غسان:
– وقد وزعناهم بالشكل المبين أمام جلالتك في الخريطة.
تأمل الخريطة لدقائق قبل أن يقول: وكم يبلغ عدد الجند في كل فيلق؟
فأجابه: خمسة آلاف.
فقال بانزعاج: عدد قليل!
– هذا صحيح يا مولاي لكن ما باليد حيلة. أنت أدرى الناس بحجم المملكة وعدد سكانها.
فأومأ برأسه وعاد يتأمل الخريطة وهو يقول: أرى هنا أنكم حشدتم العدد الأكبر من الجند على الحدود الغربية.. فما السر في ذلك؟
– حسناً.. أنت تعلم يا مولا يأنّ مملكة الفهود التي تهددنا تحيط بكامل حدودنا الغربية.
قال القائد: وبما أنّ مساحة هذه الحدود شاسعة قررنا نشر العدد الأكبر من الجند هناك.
– لكن..
قال الملك: مملكة الفهود تحيط بحدودنا الجنوبية أيضاً!
– لكنها مجرّد أمتار..
قال القائد: والملك خليل لن يترك الحدود الغربية الممتدة ليهاجمنا عبر هذه الأمتار.
**********
– إنها أمتار قليلة وهذا صحيح.
قال الوزير الخائن للملك “خليل” وهو يشير إلى خريطة أمامهما: لكنها نقطة الضعف الوحيدة.
فقال الملك معترضاً: لكن كيف تطلب مني أن أغزو بلداً من خلال جبهة صغيرة جداً ولدي كل هذه المساحة على الحدود الشرقية.
– أطلب منكَ هذا الأمر لأن أحداً لم يفكر به ولا حتى جلالتك.
– أنتَ محق لكن..
– الملك “غسّان” سيحشد القسم الأهم من جنده عند الحدود الشرقية ظناً منه أنك ستشن حربك عبرها لذلك ستكون المفاجأة والضربة القاضية له إن أنت هاجمته عبر الحدود الجنوبية لبلاده.
– أتعلم شيئاً؟!
قال الملك وهو يفرك لحيته بيده: إنه إقتراح يستحق الدراسة.
ودخل غرفته، بعدما أعطاه موعداً للقائه، فوجد زوجته مستلقية في سريرها فخاطبها قائلاً: كيف كان نهارك؟
– لا بأس.
أجابته وهي تفك الرباط عن شعرها: وأنت؟
– جيد جداً.
قال وهو يبدّل ملابسه: أكاد أنتهي من وضع خطة الهجوم على مملكة “درب القمر”..
– إذن ما زلتَ مصرّاً على فكة الحرب تلك؟
– بالطبع.. إحتلال “درب القمر” والسيطرة عليها هو حلمي.
– أجل. قالت بما يشبه الإشمئزاز: حلم مدمر.
إستلقى بجانبها وهو يسألها: ماذا تقصدين؟
– أقصد أن الحرب لا تُفضي إلا إلى الخراب والدمار.
قالت له: ومملكتنا شاسعة ومزدهرة وبغنى عن هذه الحرب.
– آه! ما هذا الكلام الغبي؟!
صاح بانزعاج: أنتِ لا تفهمين في أمور الحكم والسياسة لذا لا تدخلي فيها!
– حسناً كما تشاء. إن أردت الحرب فلتكن.
– إذن ما زلتَ مصرّاً على فكة الحرب تلك؟
– بالطبع.. إحتلال “درب القمر” والسيطرة عليها هو حلمي.
– أجل. قالت بما يشبه الإشمئزاز: حلم مدمر.
إستلقى بجانبها وهو يسألها: ماذا تقصدين؟
– أقصد أن الحرب لا تُفضي إلا إلى الخراب والدمار.
يتبع