فعلّقت “زمردة”: كل هذا العدد من الجاريات وسيرغب بالزواج؟!
وأضافت بعد لحظة صمت: إذن كان ابنكِ “نديم” بمثابة المنقذ لكِ وسبباً لسعدك.
همّت بأن تجيبها لولا أن المغنيات والعازفات دخلن وبدأن عزفهن فطربت الملكة وراحت تشاركهن الغناء تارة أو تصفق لهن تارة أخرى و”زمردة” ووصيفتها تتابعن ما يجري بسرورٍ وإعجاب.
واستمروا على هذه الحال فترة من الوقت، ولما سكتت أصوات الغناء عادت الملكة لتتابع حديثها مع “زمردة” فتقول لها: لكنكِ لم تكملي قصتكِ لي، فهلا فعلتِ؟
فاستجابت الأميرة الأسيرة لطلبها وبدأت تروي لها كيف أنّ الملك “خليل” غضب لرفضها الزواج بابنه وقرر حينها غزو مملكة “درب القمر” واحتلالها انتقاماً، وكيف أنه لم يتأخر في تنفيذ تهديده فدخل المملكة منتصراً واقتحم قصر والدها الحاكم المهزوم فانتقم الأخير بدوره لهزيمته النكراء ففتك ب”خليل”…
وتابعت “زمردة” سرد روايتها حتى اختتمتها بعبارة: وهكذا أحضرنا “نديم” إلى هنا وقرر الزواج بي بالقوة.
فأومأت الملكة برأسها وقد استوعبت ما حصل بكامله فقالت مشفقة: لقد ناضلتِ كثيراً من أجل كلمة “لا”، ورغم ما عانيته بقيتِ على موقفك.
وعلّقت بإعجاب: أنتِ قوية وشجاعة بالإضافة إلى كونكِ فاتنة. وأي رجل قد يعجب بكِ.
– لكني لن أُعجب بأي رجل.
قالت من فورها: ولن أتزوج إلا بمن سأحبه.
فقالت الملكة وهي تأكل حبة عنب أخرى: “نديم” ليس ظالماً وشريراً كما تظنينه.. صدقيني.. إنه إبني وقد أشرفتُ على تربيته بنفسي.. كل ما في الأمر أنه لم يتفهّم موقفكِ واعتبر رفضكِ إهانة كبيرة له.. عليكِ أن تعذريه فهو في النهاية رجلاً. والرجال لا يمكنهم تقبل رفض النساء لهم.
لكن “زمردة” لم تعلّق على كلامها، ولم تبدُ أصلاً مقتنعة بما قالته، فابتسمت الملكة وقالت مستطردة: الأفضل أن تعودي الآن إلى غرفتكِ، فمفعول المخدّر قد لا يدوم طويلاً والحارس قد يستفيق بين لحظة وأخرى.
فوضعت “زمردة” طبق الفاكهة الذي كانت تحمله على المائدة ونهضت شاكرةً الملكة على كرمها ولطفها الفائضين ثم استأذنت بالإنصراف فأذنت الملكة لها وطلبت من جاريتها مرافقتها. فسارت “زمردة” ووصيفتها والجارية عائدين إلى الغرفة.
وبقيت الملكة في مكانها تفكّر بالفتاة وتقول: ليتها تقبل ب”نديم”. ستكون أفضل كنة لي.
ثم أمرت المغنيات بالإنشاد ففعلن.
يتبع