زمردة الأميرة الأسطورة
هذه هي الحلقة رقم 70 من أصل 121 حلقة في رواية زمردة الأميرة الأسطورة

ومع أول إشراقة نور، كان النبأ قد انتشر في أرجاء القصر وعلى ألسنة الحراس والجواري والخدم، وكانت الملكة تتناول إفطارها اليومي حين سمعت بالصدفة حديثاً يدور بين خادمتين حول زواج الملك “ندبم” من الأسيرة، فتعجبت كل العجب، وسألت الخادمتان من فورها حول صحة ما سمعته منهما، فأكدا لها أن هذا هو حديث الجميع في القصر هذا النهار، فازداد عجبها وامتعضت لأنها آخر من يعلم، فقطعت إفطارها، ونهضت من مكانها نحو غرفة ابنها.
وحين وصلت إليها، فتحت الباب كعادتها دونما استئذان، وهمّت بالدخول لكنها اصطدمت بشخصٍ كان يهمّ بدوره بالخروج، وتفاجأت للغاية حين رأت وجهه فصاحت: أنتِ! ماذا تفعلين هنا؟!
فارتبكت التي أمامها ولم تدرِ بمَ تجيبها، لكن “نديم” أنقذها من الحرج الذي أصابها حين قال مخاطباً والدته بانزعاج: أمي! أمي! متى ستُقلعين عن هذه العادة السيئة وتقومين بالاستئذان قبل دخول غرفتي؟!
فنظرت إليه بعيني تشعان بعدم الرضى، ورأته يرتدي قميصاً ليستر به جسده العاري، فصاحت به وهي تشير إلى المرأة الماثلة أمامها: لكن ما الذي تفعله جاريتي في غرفتك؟!
تجاهل سؤالها، وراح يسوّي مظهره أمام المرآة دونما اكتراثٍ بوجودها مما أجّج غضبها، فصاحت بالجارية: تكلمي أنتِ إذن! ما الذي جاء بكِ إلى هنا!
فأجابتها وهي ترتعد خوفاً: لقد طلبني الملك ليلة البارحة، فلبّيت طلبه.
– لكن عملك هنا ليس تلبية طلبات الملك. لست موجودة هنا لهذا السبب!
قالت لها مستنكرة: بل لتلبية أوامري أنا والقيام بخدمتي.
فقالت معتذرة: أنا آسفة جلالة الملكة.
– أغربي عن وجهي الآن!
قالت لها: سيكون لي كلام آخر معكِ فيما بعد!
وانصرفت الجارية بسرعةٍ تاركةً الملكة تلتفت ناحية ابنها، وتخاطبه باشمئزاز: أنت تزداد انغماساً في الفساد شيئاً فشيئاً!
– أولاً: أنا لم أعد صغيراً لتُكرري عليَّ مواعظكِ في كل حين! أنا ملك أحكم أراضٍ شاسعةٍ وبوسعي حكم نفسي كما أشاء وأهوى.
قال لها: وثانياً: أنا لا أريد الخوض في النقاش الحاد نفسه الذي تثيرينه كلما وجدتِ امرأةً في غرفتي.
فأجابته بغضبها ذاته: يبدو انك نسيت أني والدتك ومن واجبك التحدث إلي باحترام، وأني كنت وما زلت ملكة هذه البلاد قبل أن تصبح أنت كذلك.
– أنا آسف أمي.

يتبع

تصفح الحلقات الحلقة السابقة: << حكاية زمردة الأميرة الأسطورة الحلقة 69|الحلقة التالية: حكاية زمردة الأميرة الأسطورة الحلقة 71 >>

By محمد عيد

كاتب ومطور مواقع ويوتيوبر في العالم الرقمي، جميع محتويات المدونة من ابداعي الخاص وأنشرها بنفسي في أوقات فراغي . أتمنى لكم إقامة ممتعة مع بنات أفكاري ^_^

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *