فردّت مشكّكة: ربما.. من يدري.
ثم أضافت: بالمناسبة.. هل تعرفين أين هو؟ أنا لم أره مذ استيقظت!
– أجل، رأيته في قاعة العرش لكني لم أتمكن من محادثته.
أجابتها: كان مجتمعاً بعددٍ من قادة الحرس. يبدو أن هناك أمر هام يخطط له.
فأومات “زمردة” برأسها ولم تعقّب، لكن الملكة عادت لتُضيف: لكني استغرب أن يترك عروسه في صباح العرس ليجتمع بزمرةٍ من الرجال!
وتابعت: تُرى ما هو هذا الأمر الخطير الذي اضطُره لذلك؟!
فتوقفت الأميرة عن تناول لقيماتها المعدودة وقالت لها: آه أمي أنتِ تثيرين مخاوفي!
– لماذا؟!
سألتها: أتظنينه يخطط لأمر ضدك؟!
ولمّا لم تجبها، قالت لها: لا داعي للقلق، لو أراد “نديم” إيذاءك لفعل هذا قبل زواجه بكِ. الآن أنتِ زوجته أمام الله والناس ولن يلحق بكِ سؤاً.
ورأت في عينيها نظرات شكٍّ، فأضافت: ولو فعل هذا، إطمئني سأكون إلى جانبكِ دوماً ولن أدعه يخدشكِ حتى.
فابتسمت “زمردة” ومنحتها قبلةً على خدّها وهي تقول: أشكركِ أمي فأنتِ طيبة معي.
فابتسمت الملكة بدورها، وقالت مستطردة: لكنكِ لم تخبريني عن رأيكِ في الزفاف؟
واستمرَّ حديثهما بعض الوقت، قبل أن يسمعا صوت صراخ من خارج الغرفة، فنهضتا والملكة تقول مستنكرة: ما كل هذا الإزعاج؟!
فقالت الأميرة: هي المرة الثانية بعد البارحة التي ترتفع فيها هذه الجلبة!
وسارت والملكة تتقدمها، ثم فتحتا الباب، لتريا “نسرين” تتشاجر مع الحارس.
فنادتها “زمردة” من فورها، وصاحت الملكة بانزعاج: ماذا يحصل هنا؟! توقفا في الحال!
وانصاعا لأمرها، والوصيفة تقول لأميرتها: إنه يمنعني من رؤيتك!
فسارع بالدفاع عن نفسه قائلاً: أنا أنفّذ أوامر الملك. لقد طلب منع الجميع عن الأميرة سوى جلالة الملكة.
– لا بأس.
خاطبته الملكة بحزم: دعها تدخل.
فنفذ مطلبها على مضض، فتقدمت الوصيفة ناحية أميرتها وقبضت على معصميها قائلة: لقد اشتقتُ إليك.
فابتسمت “زمردة” وعانقتها قائلة: أنا أيضاً. هيا تعالي.. أدخلي.
– إذن سأنصرف أنا الآن.
قالت الملكة مبتسمة: سأدعكِ مع وصيفتكِ وأعود إليك فيما بعد.
وأضافت قبل أن تغادرهما: يجب أن أرى ما يفعله ولدي الشقيّ.
وما كادت تبتعد عنهما، حتى قالت “نسرين”: أميرتي.. لدي نبأ خطير أخبركِ به.
وحين جلستا في الحجرة، كان صبرُ “زمردة” قد نفد: لكن بالله عليكِ يا “نسرين” تكلمي وأنبئيني بهذا الأمر مهما كان نوعه.
– حسناً، في الحقيقة لن يعجبكِ ما سأقوله..
– تكلمي!
– حاضر.
قالت لها مترددة: كنتُ في سريري ليل البارحة أفكر فيما قد يحل بكِ على يدي الملك “نديم”، حين سمعتُ ضربات على باب غرفتي، فنهضتُ متفاجئة وفتحته. ولن تصدقي من رأيت!
يتبع